2010-09-22 | 18:00 مقالات

أحبك

مشاركة الخبر      

يقول الشاعر:
أحبك لا تفسير عندي لصبوتي
أفسر ماذا والهوى لا يفسر
بقدر الحب الذي يحمله قلبي لوطني – ولا أزايد أحدا في حب وطنه – بقدر الألم الذي يعتصرني مع كل أيميل أو برودكاست أو رسالة تصلني عبر وسائل الاتصال المختلفة تشكك في محبة البعض لوطنهم بغض النظر عن الأسباب، التي تتراوح بين شكوى المرسلين من تزايد معدلات الفقر والبطالة من ناحية واتساع الفجوة بين طبقتي الأغنياء ومتوسطي الدخل لدرجة توحي بإلغاء الطبقة المتوسطة وتحويل المجتمع إلى طبقتين إحداهما غنية تملك كل شيء والأخرى فقيرة لا تملك أي شيء، مع الربط بين الثراء والفساد حيث تتواتر الأخبار عن المبالغة في تكاليف المشروعات المحلية مقارنة بمثيلاتها في دول الجوار
وفي زمن التقنية أصبح الجميع يقرأ للجميع، فلم تعد هناك أسرار تخفى على البسطاء قبل العالمين ببواطن الأمور، فصانع القرار يعلم ردود الفعل حول القرار قبل أن يصدر، والجميع أصبح يملك المعلومة عن المشروعات المماثلة في الدول الخليجية والشرقية والغربية، بل إننا نسمع ونقرأ عن وزراء في دول غربية قدموا استقالتهم أو أقيلوا لأنهم قاموا باستغلال مناصبهم بشكل غير نظامي، لعل من أغربها عمدة مدينة ستوكهولم الهولندية الذي قام بملء خزان وقود سيارته الخاصة ببطاقات التعبئة الخاصة بسيارة الدولة، في الوقت الذي نعرف كيف تتزايد أرصدة بعض المسئولين في بلدان دول العالم الثالث مع تزايد مناصبهم.
غداً هو يوم الوطن، فهل نقلب المواجع ونتبادل الرسائل التي تركز على الجوانب المظلمة من واقعنا؟، أم نركب موجة الإعلام ونضحك على أنفسنا ونركز على الجوانب المضيئة فقط وكأننا الأفضل حالاً في المنطقة؟، في رأيي المتواضع أن حب الوطن يفرض علينا التعامل مع الوطن بطريقة تؤكد مشاركتنا الفاعلة في بناء الوطن، بحيث نكون ساعد بناء لا معول هدم، أو بعبارة أخرى نضيء شمعة بدلاً من الشكوى من حلكة الظلام، واسمحوا لي أن أقترح عليكم أن يبدأ كل منا بنفسه ثم بيته ليغرس في نفسه وعائلته حب الوطن والمساهمة في نمائه، حيث يستحيل أن ننافس ونتطور طالما نفكر بطريقة سوداوية تواكلية، إذ ينفطر الفؤاد عندما أتحدث مع مواطنين ينحصر تفكيرهم في كيفية الاستفادة من لحم هذا الوطن، فكثيرون يسألون: كم نسبتي؟ وما نصيبي؟ من كل مشروع يهدف لتطوير الوطن.
بدأت بنزار قباني وأختم بالرئيس الأمريكي "كندي" الذي قال: "لا تسأل ماذا يقدم لك وطنك ولكن اسأل ماذا يمكن أن تقدم أنت لوطنك"، بهذه العقلية سيتطور الوطن الذي نحب، فلا تقدم ولا نماء إذا كان منا من يحب نفسه أكثر من وطنه ويفكر بعقلية "أنا ومن بعدي الطوفان".. وعلى منصات الوطنية نلتقي.