2010-09-29 | 18:00 مقالات

القيادة بالقدوة

مشاركة الخبر      

في رأيي المتواضع أن المنشآت بكل أنواعها تنهض وتسقط بسبب القيادة، فإذا صلح الرأس صلح الجسد. والأمر ينطبق على الدول كبيرها وصغيرها، وكثيراً ما ضربت لطلابي مثالاً باليابان والعراق، حيث الأولى لا تملك من عناصر الإنتاج سوى العامل البشري بينما تملك الثانية كل شيء والفارق بينهما يعرفه الجميع، والفارق في القيادة الإدارية واضح جلي ويمكن تطبيقه على جميع القطاعات، ولذلك علينا أن نعطي القيادة حقها في حال التفوق مثلما نلومها في حال الإخفاق، وحين يتبرع المسئول بتحمل تبعات الإخفاق مثلما يفعل الشجعان من رؤساء الاتحادات والأندية، فإننا نشيد بالقائد الذي يتحمل مسئوليته وبالتالي يتبع ذلك انتشار ثقافة "القيادة بالقدوة"، فرئيس النادي الذي يتحمل مسئوليته سيؤثر في نجومه فيتحملون مسئوليتهم، والمدير الذي يعمل بانضباط سيجبر الموظفين على الانضباط، والوزير النزيه سينشر النزاهة في وزارته، وعلى ذلك فقس في جميع القطاعات صغيرها وكبيرها.
"القيادة بالقدوة" تعني أن يستشعر كل منا مسئوليته، فيخلص العمل لوجه الله، ولا يرضى بالأجر قبل العمل، فلا يطعم أهله إلا من مال يستحقه ولا يستحل أجره إلا إذا بذل الجهد في المقابل، وأهم من كل ذلك أن يكون قدوة في كل سلوكه وتصرفاته.  وفي عالم الرياضة يحصل النجوم (لاعبون وغيرهم) على الأجر بالطرق المباشرة وغير المباشرة، حيث المال لا يختلف كثيراً عن الشهرة والأضواء التي تحمل معها الإيجابيات والسلبيات، والمطلوب من الرياضي أن يكون قدوة في كل شيء – خصوصاً في عيون  من يرون فيه المثل والقدوة – فلا يتصرف إلا وفق مبادئ وقيم أساسها الشرف والنزاهة وإتقان العمل.
"القيادة بالقدوة" يمكن ملاحظته في "مايكروسوفت وقوقل" وغيرها من الشركات الرائدة، والأمر ينطبق على الجميع وعلينا أن ننظر حولنا للاتحادات والأندية السعودية، وستجدون معي أن القائد هو المؤثر الأساسي في نجاح أو فشل تلك المنظمات الرياضية، ولذلك علينا أن نعطي القيادات حقها من الإشادة حال الإنجاز مثلما نطالب برؤوسهم حال الإخفاق شريطة أن تكون النظرة أشمل، فحين ينجح القائد في مهمات متتالية ثم يخفق مرة واحدة تكون نهايته بذلك الإخفاق الوحيد، بينما الأصل أن تكون النظرة شاملة لسيرة القائد طيلة مدة قيادته لمنظومة العمل حتى يكون القرار منصفاً.
وأختم بقصة جميلة، حيث تم عرض برنامج المسئولية الاجتماعية الذي تقوم به هيئة دوري المحترفين السعودي في اجتماع المكتب التنفيذي للهيئة، وكان من ضمنها نشر إعلانات للجمعيات الخيرية في نشرة المباراة التي تصدرها الهيئة، وحين تم عرض الإعلان قام الأمير نواف(رئيس الهيئة وقائدها)بإخراج جواله وطلب من الجميع إرسال رسالة للرقم5070 للتبرع للجمعية السعودية للأطفال مرضى السرطان، ومن باب التأثر بالقائد أطلب من جميع القراء إرسال رسالة مماثلة..وعلى منصات القيادة بالقدوة نلتقي.