الواقع والممكن والطموح
بنظرة بسيطة لمحيطك – عزيزي القارئ – ستكتشف الواقع الذي تعيش فيه، ويبقى السؤال المطروح أمامك: هل يرضيك هذا الواقع؟ وإجابتك تحدد مسارك في كل شؤون الحياة. ولذلك فإن الفوارق في الناس والمنشآت والدول تحددها الإجابة على ذلك السؤال، فهناك من يرضى بالواقع فلا يحرك ساكناً، وآخر يفكر بالممكن حيث بالإمكان أحسن مما كان فيتحرك تجاه تحقيق الممكن، بينما الفارق الحقيقي يصنعه من يفكر بطموح أبعد من الممكن؛ فيحقق القفزات غير المتوقعة ويقود الركب نحو التقدم.
"واقع" النجم السعودي يؤكد موهبته المميزة وقدراته على التنافس والحصول على الألقاب، ولكنه يفتقد للاحترافية داخل الملعب وخارجه، ولذلك فمن "الممكن" تطبيق الاحتراف الحقيقي من خلال التزام النجم ببرنامج غذائي وتدريبي ينعكس إيجابياً على مستواه داخل المستطيل وعمره في الملاعب، ويبقى "الطموح" أن يسعى النجم السعودي للاحتراف الخارجي ويضعه هدفاً تتمحور حياته الرياضيه حوله.
"واقع" الأندية يبشر بالخير حيث تتصدر المنافسات الإقليمية وتقدم كرة جميلة، ولكنها تحتاج تطويراً أكبر في النواحي الإدارية وتنمية الموارد المالية، ولذلك فمن "الممكن" أن يتطور التعاون بين أنديتنا وهيئة دوري المحترفين السعودي وتحقق الإستفادة القصوى من الشركات العالمية والمحلية التي تعمل مع الهيئة على تطوير بيئة الملاعب من ناحية وترفع مداخيلها المالية من الحضور الجماهيري واستثمار الشعار، ويبقى "الطموح" بأن يتحول قطاع كرة القدم في النادي إلى كيان تجاري يفكر بعقلية احترافية تشجع على جذب المستثمرين، فيكون للنادي ملعبه الخاص الذي سيكون حجر الزاوية في منظومة الاستثمار.
"واقع" المنتخب السعودي يشعرنا بالاطمئنان رغم تأرجحه في الترتيب الشهري الذي يعلنه فيفا، إلا أن التاريخ يحفظ له الوصول لكأس العالم أربع مرات والحصول على البطولات الآسيوية والعربية والخليجية، ودليل تفوقنا يؤكده الغضب الجماهيري لحصول منتخبنا على وصافة آسيا والخليج في آخر مناسبتين، ولذلك فإن "الممكن" العودة سريعاً إلى منصات التتويج في البطولتين الخليجية والآسيوية خلال الأشهر القريبة المقبلة، ويبقى "الطموح" في التأهل لكأس العالم 2014 وإعادة ذكريات المشاركة الأولى بالوصول إلى أبعد من مرحلة المجموعات.
"واقع" الإعلام الرياضي يشهد له البعيد قبل القريب، حيث إعلامنا الأكثر تأثيراً في المنطقة والأقدر على ملء المساحات والساعات بالإثارة والقضايا الساخنة، ولذلك فمن "الممكن" أن نتطلع لمن سبقونا ونطالب بالمزيد من الاحترافية والمصداقية، ويبقى "الطموح" أن يكون الإعلام أقرب إلى المثالية في تغطيته للأحداث من خلال منظور وطني بعيد عن التعصب.
خلاصة القول إن "الواقع" سهل القراءة ويستطيع كل منا قراءة واقعه بنظرة فاحصة، بينما "الممكن" أكثر صعوبة في القراءة والتحقيق، ولكنه لا يرقى إلى "الطموح" الذي يجب أن نخطط للوصول إليه من خلال الثقة بإمكانية الوصول..وعلى منصات الطموح نلتقي.