2010-11-27 | 18:00 مقالات

ضربة جزاء

مشاركة الخبر      

تمثل "ضربة الجزاء" أحد أهم الأحداث التي تتخلل المباريات والبطولات، وبسببها ترتفع وتهبط أسهم الحكام واللاعبين وحراس المرمى، وفي ذاكرة كل منا ملف خاص بركلات الجزاء التي أثرت على مسار البطولة أو المباراة، وحين تسجل ركلة الجزاء لا يلام حارس المرمى ولكنه يتحول إلى بطل في حال صد ركلة واحدة من عشر ركلات، بينما اللاعب مطالب بتسجيل جميع ركلات الجزاء التي يتصدى لها ولن يغفر له تسجيل تسع وتسعين ركلة إن أهدر الركلة المائة.
"روبيرتو باجيو" أفضل لاعب أنجبته الملاعب الإيطالية – في رأيي المتواضع – لعب لجميع الأندية الجماهيرية الإيطالية وساهم في تحقيقها للبطولات في حالة يندر تكرارها على مستوى العالم، ورغم جمال أهدافه مع المنتخب والأندية وروعة مهاراته التي تشبه إلى حد كبير أفضل لاعب أنجبته ملاعبنا "يوسف الثنيان"، إلا أن أكثر لقطة تتكرر لـ "باجيو" هي هدر الركلة الترجيحية في نهائي 1994.
"محمد الشلهوب" نجم المباراة الافتتاحية لخليجي 20 وأحد أكثر نجوم الكرة السعودية انضباطاً وخلقاً ومهارة أهلته لحمل شارة القيادة، يمتاز بدقة التصويب وتنفيذ الركلات الثابتة والركنية لما يملكه من حساسية تمكنه من توجيه الكرة للمكان المطلوب، سجل عدداً كبيراً من الكرات الثابتة من أماكن مختلفة أقربها نقطة الجزاء، إلا أنه أهدر الركلة الهامة في الوقت الهام فضاعت نقاط المباراة وأصبح لقاؤنا مع الشقيقة "قطر" مصيرياً، وقد كان تسجيل الركلة الحاسمة كفيلاً بتحويل المباراة إلى تحصيل حاصل.
ليس عندي أدنى شك بقدرة "الشلهوب" على التنفيذ ولكنني أتساءل: هل تم تحديد منفذ ركلات الجزاء في التدريبات؟ وهل يتم التدرب عليها بشكل يومي؟، ولأنني لا أملك الإجابة سأكتفي بالقول إن ركلات الجزاء أصبحت علماً بحد ذاته، تستخدم فيه الاختبارات النفسية والقدرات العضلية والأرقام الإحصائية، قبل أن يتقدم النجم الشجاع لتسديد الركلة الهامة.
أفضل طريقة لتسديد ركلة الجزاء – حسب رأي خبراء التدريب – أن يقف اللاعب على خط مستقيم مع الكرة وحارس المرمى، وألا ينظر لحارس المرمى بل يبقي عينه على الكرة، ثم ينتظر بضع ثوان بعد أن يطلق الحكم صافرة الإذن بالتنفيذ لينطلق ويسدد الكرة بقوة وعلى ارتفاع أكثر من متر في إحدى الزاويتين حيث يستحيل على حارس المرمى اللحاق بالكرة إذا سددت بهذا التكنيك.
أعود لركلة الجزاء التي أهدرها "الشلهوب" لأطلب من جميع نجوم المنتخب أن يحسموا بطاقة التأهل أمام الشقيق القطري حتى يتحرر الكابتن من تأنيب الضمير الذي لازال يرهقه لتفويت فرصة التأهل من المباراة الماضية، ويقيني أن نجومنا على قلب رجل واحد، لذلك أتوقع أن تكون مباراتنا مع الشقيق القطري مليئة بالحماس والإبداع والإثارة التي عودتنا عليها دورات الخليج.. وعلى منصات التأهل لنصف النهائي بإذن الله نلتقي.