مبروك قطر
أكتب وقلبي ـ مثل قلوبكم ـ في "زيوريخ" حيث يتم غداً الإعلان عن الدول المنظمة لكأسي العالم 2018& 2022، وبالتأكيد فإن الثانية تهمنا أكثر من الأولى حيث تقدم الأشقاء في قطر بكل جراءة للمنافسة على تنظيم أهم بطولة في كرة القدم العالمية، ولذلك أبارك لأبناء الخليج تلك الجراءة وأشكر لهم حمل لواء الشرق الأوسط في هذا الشأن الدولي الهام، حيث يتحدث كل العالم عن "التجربة القطرية" ويناقشون طموح شباب يقودهم رجل في الثالثة والعشرين من عمره تعرفونه جميعاً حين اعتلى صهوة الجواد في افتتاح آسياد آسيا بالدوحة2006 وصعد المدرجات مخاطراً بحياته من أجل لقطة سيخلدها التاريخ في سجلاته لصالح قطر وشباب الخليج، وكأنه يقول للعالم: "ها نحن نملك الجراءة ولانهاب المخاطرة".
"مبروك قطر" أقولها بأعلى صوتي مفتخراً بشباب الخليج الذين أجبروا أباطرة الرياضة أن يرددوا اسم قطر بكل تقدير واحترام لهمة رجالها وطموح شبابها الذي لا يعرف الحدود، فقد كانت النجاحات القطرية في المجال الرياضي شواهد يعرفها القاصي والداني حيث تنظيم البطولات الرياضية في مختلف الألعاب كان في بعض المرات أشبه بالتحدي الكبير، ولعل العالم يتذكر حين استنجد الاتحاد الدولي "فيفا" بقطر لتنظيم كأس العالم للشباب، حيث كانت الظروف أقوى من المستضيف ولم يفصل بين التكليف والانطلاقة سوى ثلاثة أسابيع لم تمنع القطريين من قبول التحدي والنجاح في التنظيم.
"مبروك قطر" أرددها والجميع يشيد بالملف القطري ويعلن انبهاره بقدرة البلد الصغير مساحة وتعداداً على مقارعة دول بحجم قارة وأخرى سبق لها تنظيم كأس العالم، وشباب يقدمون العرض تلو العرض ويشاركون في المؤتمر بعد المؤتمر ويثبتون في كل مرة أن الشباب قادر على صناعة الفارق وتحقيق المستحيل متى أتيحت له الفرصة، ولعلها الرسالة الأهم التي أتمنى أن تصل لجميع دول الخليج، فالتقدم مرهون بتجديد الدماء وإعطاء الفرصة للشباب ودمجهم مع ذوي الخبرات لتصحيح المعادلة.
"مبروك قطر" أعلنها قبل إعلان نتيجة التصويت، فيكفينا فخراً أن نملك مقومات استضافة بطولة بهذا الحجم، وثقتي لاحدود لها في قدرة "قطر" على الاستضافة، بل إن قلبي يقول بأن القرار سيكون إنجلترا2018 قطر2022، وهما حسب رأيي المتواضع الأحق والأقدر والأفضل، كما أستطيع الجزم بأن كأس العالم مقبلة لامحالة – طال الزمان أو قصر – ولذلك لن يكون الغد نهاية العالم إذا كانت النتيجة سلبية لاسمح الله، فالأمر لايعدو أن الطريق سيكون أطول وستستمر "قطر" في المحاولة حتى تنجح، وسيحظى الشرق الأوسط بشرف تنظيم "كأس عالم" مختلفة في كل شيء، وسأتشرف اليوم بتأكيد دعم السعودية للملف القطري بالتواجد في برنامج "المجلس" بقناة الكأس اليوم وغداً ثم "الجزيرة" مساء الجمعة وبالله التوفيق..وعلى منصات الطموح نلتقي.