اليوم العالمي للتطوع
في حياة كل منا أيام لا ينساها، يجمعها قاسم مشترك هو ندرة التكرار وعظيم الأثر في النفس، فإما أن تكون أياماً غاية في الحزن أو قمة في السعادة، ولعل يوم أمس الأول كان من أسعد الأيام في حياتي، حيث تلقيت دعوة كريمة من الإعلامي الرائد في كل شيء "د. نجيب الزامل"، من خلال المبدع"سهيل الرزين"لتقديم ورقة عمل في منتدى رائع بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، ومصادر السعادة في ذلك اليوم الأغر كثيرة.
"التواجد مع الكبار" كان شرفاً عظيماً أن أتحدث بعد أستاذين جليلين هما الدكتور علي النملة والأستاذ حمد القاضي، فمنهما تعلمت الكثير ولازلت أتعلم، حيث الثقافة والتواضع وحسن الخلق وفن التواصل مع الآخر، وقد انعكس ذلك على تفاعل الشباب معهما بشكل زاد مهمتي صعوبة وإحراجا.
"موضوع الندوة" حيث المسئولية الاجتماعية قريبة إلى قلبي، رغم أنها تشعرني بالخجل الدائم كلما قارنت ما يقدمه الغرب والشرق تجاه مجتمعاتهم بالمقارنة معنا على كافة الأصعدة، فرجال الأعمال لدينا بخلاء على الوطن في حين تعتمد ميزانيات الجامعات الغربية والشرقية على تبرعات خريجيها من الأثرياء، ولعل المحزن أن بعض أثريائنا يتبرعون لجامعات بعيدة وقريبة خارج حدود الوطن، وكأنهم "النخلة العوجاء" التي يتساقط تمرها خارج حوضها، وعليه كان موضوع ورقتي المتواضعة عن المقارنة بين أندية ونجوم الرياضة العالمية مع أنديتنا ونجومنا المقصرين في جانب المسئولية الاجتماعية.
"الأفكار الرائدة" والمقدمة من شباب يفخر بهم الوطن قرروا أن يقتطعوا من وقتهم وجهدهم ومالهم ليؤسسوا لجمعيات خيرية تطوعية تحمل أفكاراً غير مسبوقة تؤكد أن شباب الوطن قادرون متى أعطيت لهم الفرصة على صناعة الفارق والانتقال بالوطن إلى حيز الإبداع، ولعل مساحة المقال لاتسمح لي بأكثر من الإشارة إلى المشروعات الخمسة التي أبهرتني وأفرحتني في الوقت ذاته.
"نادي متطوعي الرياض" يقوم عليه شباب نذروا أنفسهم للعمل الخيري التطوعي من خلال برامج متعددة تعمل على التغيير من الداخل بهدف تغيير المستقبل، والتغيير هو الأساس الذي يقوم عليه المشروع الرائد "غيرني" والذي يحمل فكراً مختلفاً في ثقافة التغيير أرجو للقائمين عليه أن يصلوا لنصف أهدافهم الرائعة، ليأتي التفكير الإيجابي كحجر الزاوية في مشروع "كن إيجابياً" والذي تتبناه عمادة السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود ويعمل بشكل أكثر احترافية من غيره، حيث يدعم العمل بالمطبوعات التي تعرف بأنشطة المجموعة، ثم تأتي أكثر الأفكار ابتكاراً من خلال "صباح 6:30" والذي يهدف لتغيير نظرتنا لبداية اليوم بلقاءات ممتعة تشحن الأجسام والعقول بالطاقة في بداية كل يوم عمل يضاف إليه صباحية الخميس المتميزة، والختام مسك حيث "أولاد وبنات الرياض" ومفهوم جديد للتطوع تفخر به العاصمة، بانتظار مأسسة التطوع التي سيصدرها مجلس الشورى..وعلى منصات التطوع نلتقي.