المسئول والمشجع
منذ مطلع العام الميلادي 2001 لبست عباءة المسئولية في الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، وأصبحت أفكر بعقلية المسئول الذي ينشد المصلحة العامة بعيداً عن الميول، ولذلك تمنيت في الموسم الماضي ألا يتم حسم بطولة الدوري إلا في الجولة الأخيرة – بل مع صافرة نهاية آخر مباراة في الدوري – مما أثار حفيظة أصدقائي الهلاليين في جلستنا الأربعائية، ساعد في ذلك عدد من المقالات التي كتبت بنفس الحس الذي يفكر بمصلحة النادي بعيداً عن المصلحة العامة.
وأتذكر وقتها أن عدداً من أصدقائي المثقفين جداً انساق وراء تلك المقالات وعاتبني بشدة على ما كتبته حينها، والحقيقة أنني لم أستطع تفهم وجهة نظرهم في ذلك الوقت لأنني كنت أرى بوضوح أن جمال بطولة الدوري في استمرارية المنافسة التي تعني تزايد الوهج الإعلامي والإثارة المحمودة التي تؤدي إلى تزايد الحضور الجماهيري، وبالتالي تنمية الموارد المالية للنادي.
ولكنني فهمت مشاعرهم هذا الأسبوع، حيث كنت أتابع الدوري الإنجليزي متمنياً أن يوسع "مانشستريونايتد" الفارق مع أقرب منافسيه، فقد كانت صدمتي شديدة لخسارتنا من متذيل الترتيب "ولفرهامبتون" الذي صقل شخصية "سامي الجابر" في الفترة الوجيزة التي قضاها في النادي. وكان فوز الشياطين الحمر يعني التقدم بسبع نقاط عن "آرسنال"، وبالتالي إعطاء مساحة أكبر للتنفس، وعدم القلق على خسارة بعض النقاط أمام أهم المنافسين.
كنت حينها متجهاً إلى سلطنة عمان لتقديم عرض عن تجربة هيئة دوري المحترفين السعودي بالمشاركة مع المدير التنفيذي "محمد النويصر"، وقد لاحظ الجميع حزني على النتيجة ورددوا كلامي في المقال الذي أثار حفيظة الأصدقاء قبل عام، فقد سمعت منهم نفس عباراتي في دعوة واضحة لتعثر فريقي المفضل من أجل زيادة درجة المنافسة وتأجيل الحسم إلى الجولة الأخيرة مثلما حدث في الموسم الماضي.
فأدركت حينها أنني كنت أفكر بعقل المشجع المتعصب لمصلحة فريقه دون النظر لأي اعتبارات أخرى، فالمهم أن يصل "مان يو" للقبه التاسع عشر وينفرد بالرقم القياسي لبطولات الدوري، وأن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن حتى لو تبقت عشر جولات على نهاية الدوري، وتذكرت الغاضبين من مقالي السابق وعذرت المشجع منهم لأنه يتحدث بلسان ميوله وتعصبه للفريق الذي يحب، ولكنني أترك لك عزيزي القارئ الحكم على الإعلامي الذي يرتدي عباءة المشجع .. وعلى منصات التتويج نلتقي.