دقيقة صمت
قررت اليوم أن أدخل مرة أخرى أحد حقول الألغام التي لا ينصح بالدخول فيها، ولكنني أتحدث معكم بحس وطني يشهد الله أنني لا أنشد من ورائه إلا المصلحة العامة وصورة الوطن في أعين الآخرين، حيث سأبقى ما حييت عاجزاً عن فك طلاسم المباراة النهائية لكأس آسيا 2007 حين وقفت جميع الجماهير الإندونيسية والإعلام الآسيوي مع المنتخب العراقي الشقيق ضد منتخبنا.
في مباريات الأمس واليوم ضمن مباريات دوري المحترفين الآسيوي، سيقف اللاعبون والجماهير في كل ملاعب آسيا "دقيقة صمت" كتعبير رياضي متعارف عليه دولياً عن التعاطف مع مآسي الآخرين والكوارث التي تحيق بهم، ولا يوجد في هذا الوقت أكبر من المأساة اليابانية بعد أكبر زلزال شهدته الكرة الأرضية منذ أكثر من مائة سنة، وقد اعتذرنا نحن السعوديون (فقط) عن تطبيق هذا العرف الدولي لأنه لا يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا، ووافق الاتحاد الآسيوي مشكوراً على استثناء السعودية من "دقيقة الصمت".
لست مفتياً ولا أزعم أنني أعلم أكثر مما تعلمون، ولذلك أحيل الأمر لك عزيزي القارئ، فاللاعبون والجماهير في الملاعب السعودية يقفون للسلام الوطني لجميع المنتخبات التي تلعب في مملكة الإنسانية، وقد تفهم المشرع الحكيم هذا العرف الدولي وسمح به تحت أبواب الشريعة السمحة التي تتفهم الضرورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا أرى ضرورة أهم من تنمية العلاقات الودية مع شعوب العالم في الأوقات العصيبة التي تعانيها، فنحن بأمس الحاجة لأن نقول للعالم "إننا نحبكم" لكي يبادلونا الحب، فينعكس ذلك على تعاملهم معنا في جميع الميادين الرياضية وغيرها.
أعود لنهائي 2007 حيث كتبت مراراً وتكراراً بأن لدينا مشكلة "علاقات عامة" تؤثر على صورة السعودي في عين الآخر، حيث نفشل في مد جسور التواصل مع الآخرين بطريقة تعكس الصورة الحقيقية للسعودي المسلم المسالم المحب للناس والمتعاطف معهم، ولذلك وقفت الجماهير الإندونيسية ضد المنتخب السعودي رغم المشروعات التي بنيناها هناك والعمالة المتواجدة في السعودية لتعيل مئات الآلاف من الأسر الإندونيسية، ناهيك عن كون السعودية قبلة المسلمين وفي إندونيسيا أكثر من مائتي مليون مسلم، فلماذا لم يشفع لنا ذلك لكسب مودتهم؟
أرجو أن تأخذوا "دقيقة صمت" لتفكروا في الجواب.. وعلى منصات العلاقات العامة نلتقي.