قيقز وسامي
قبل عشرين سنة من الآن خاض «راين قيقز» مباراته الأولى مع الفريق الأول «مانشستر يونايتد»، وكان يزاحمه على الخانة لاعب يكبره بسنتين ويتفوق عليه بالخبرة والتهديف «لي شارب»، وفي إحدى ليالي ذلك العام دعي النجمان إلى حفلة أقامها صديق، فاستأذنا من المدرب الذي سمح لهما بشرط عدم الإفراط في السهر والابتعاد عن مدمرات الصحة كالكحول الدخان وغيرها.
وفي الحادية عشرة من تلك الليلة خرج «قيقز» من باب منزل الصديق والسير «فيرجسون» يراقب من سيارته بعين الحريص على مستقبل النجمين، إلا أن تأخر «شارب» في الخروج لما بعد منتصف الليل دفع بالمدرب الوالد لدخول المنزل وإفساد الحفل وإعطاء نجمه الأكبر عمراً والأكثر موهبة إنذاره الأول والأخير.
ودارت الأيام والسنون، والمشاغب «شارب» يبتعد عن مستواه بسبب عدم الالتزام بتعليمات المدرب ليجد نفسه خارج أسوار النادي العظيم، لينتقل من ناد لآخر حتى وجد نفسه في نادي «توركيه» بالدرجة الرابعة يعض أصابع الندم حيث لا يفيد الندم، فلم يعد له في «مانشستر» مكان سوى المشاركة في المهرجانات وبرامج المسئولية الاجتماعية وتحليل المباريات في قناة النادي، بينما لازال «قيقز» يسطر الإبداع ويحصد الإنجازات عاماً تلو الآخر ليحصل على لقب «أفضل لاعب في تاريخ مانشستر يونايتد».
وفي الكرة السعودية بدأ «سامي الجابر» خطواته الأولى مع بدايات «قيقز»، وحارب على جميع الجبهات ليتمسك بمركزه في المنتخب والنادي رغم المنافسة القوية من نجوم مميزين، فكان «الجابر» ينتصر في كل مرة ليعود أقوى عوداً وأكثر نضجاً وتأثيراً، حتى ارتبطت به معظم إنجازات المنتخب والنادي، وأصبح هناك شبه إجماع بأنه النجم الأكثر فعالية، فيكفيه ما شاهدته بعيني في جنوب أفريقيا، حيث كان النجم الإنجليزي «آندي كول» يجلس بجوارنا ونتناقش في شؤون كأس العالم وشجونه، وفي منتصف الحديث سأل عن أسمائنا، فبادرت بإخباره أن هذا المتحدث المتمكن هو «سامي الجابر» المشارك في أربعة كؤوس عالم والمسجل في ثلاثة منها، فما كان منه إلا أن قام من مكانه وطالب بالتقاط صورة معه لأنه «أسطورة» على حد تعبير «كول».
باختصار «قيقز والجابر» وجهان لعملة واحدة، يسيران على طريق واحد يؤدي إلى الاستمرار في النجومية وأملي أن يقتدي بهما الكثير..وعلى منصات الأساطير نلتقي.