سفراء الإعلام السعودي
ينتابني شعور مزدوج حين أشاهد الشباب السعودي يتألق على منصات الإعلام غير السعودي، فيعلو صوت الفخر بعلو كعب الكوادر الوطنية، يقابله نداء استغاثة للقنوات السعودية التي فرطت بتلك الطاقات الشابة. مع التأكيد بأنني مع فتح الأبواب وتمهيد الطريق لكل نجم إعلامي يرغب في السطوع خارج منظومة الإعلام المحلي، ولكنني في الوقت ذاته أتمنى الاستفادة من أبناء الوطن في إعلام الوطن، خصوصاً بعد تعدد القنوات وتزايد ساعات البث.
حين يبدع عبدالعزيز البكر وابتسام الحبيل ومحمد العرفج وعمر الجغيمان في تقديم البرامج، ويتألق خالد الشنيف ونواف التمياط في التحليل الفني، ويمتع فهد العتيبي وعبدالله الحربي في التعليق، وغيرهم من السعوديين يسطرون إبداعهم على الشاشات غير السعودية، فإنني أتساءل لماذا غادرت تلك الكوادر؟
الإجابة قد تبدو سهلة لدى البعض، تتلخص في الفرص الذهبية التي تتيحها تلك القنوات من حيث الحوافز المالية وبيئة العمل وحرية الإبداع، ولكننا اليوم أمام ثورة كمية بالإعلان عن قناة رياضية سعودية ثانية وقناتين لـ "لاين سبورت" وأنباء تبشر بروتانا وإم بي سي الرياضيتين، مما يعني المزيد من ساعات البث(كماً)، والتي يجب أن تملأ بالطرح المميز بكوادر وطنية مميزة(كيفاً)، وهنا تبرز مشكلتان كبيرتان.
الأولى في صناعة الكوادر التي ستغطي ساعات البث المتزايدة، والحل في رأيي المتواضع في إعطاء القوس لباريها من خلال معاهد متخصصة لاكتشاف المواهب وصقلها والاستمرار في رعايتها وتطويرها بشكل يضمن أفضل المقدمين والمعلقين والمحللين، ناهيك عن المعدين والمخرجين والفنيين، وأملي كبير في اختيار أفضل الشركات والمعاهد المحلية والأجنبية المتخصصة في هذا المجال الهام.
والمشكلة الثانية ستبرز في المحافظة على تلك الكوادر، لأن السوق السعودي هو الأهم لجميع المحطات العربية، وبالتالي فإن السعي لاستقطاب المبدعين من السعوديين سيكون أهم مقومات النجاح لتلك القنوات التي تقدم برامجها بتوقيت المملكة العربية السعودية بحثاً عن المشاهد السعودي والسوق السعودي.
إننا بحاجة لثورة في الإعلام الرياضي السعودي لنحافظ على المميزين من شبابنا ونطورهم، وإلا فإنني أحذر من تفريغ إعلامنا من المبدعين الذين نفاخر بهم اليوم لأن المحطات الأخرى أقدر على استقطابهم وتوفير أجواء الإبداع لهم، فهل نستسلم أم نبادر بنهضة إعلامية رياضية..وعلى منصات الإبداع نلتقي.