188 مليونا
ستشاهدون اليوم متصدر الدوري السعودي «الهلال» يلعب في ضيافة متصدر الدوري الإماراتي «الجزيرة»، على ملعب «محمد بن زايد» المملوك للنادي وليس لهيئة الرياضة والشباب الإماراتية، في حين كانت مباراة الذهاب في «ملعب الملك فهد الدولي» المملوك للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولن أقارن بين ملعب أفتتح مؤخراً بينما درة الملاعب – كما يحلو لنا أن نسميه – يكمل عامه الثالث والعشرين، ولن يصدق أحد أننا سنكمل ربع قرن من الزمان قبل أن نبني ملعباً جديداً في الدولة الأغنى.
نعود إلى ملعب «محمد بن زايد» الذي يتسع لـ40 ألف متفرج، قد أشرفت على تنفيذه شركة استشارية إنجليزية متخصصة في مجال الإنشاءات يشهد لها تشييد مسرح الأحلام «أولدترافورد» في مانشستر وملعب «هايبري» لنادي آرسنال اللندني وملعب «آنفيلد» ليفربول، ولكن هذا الملعب الحديث يعد مشروعاً رائعاً لا يشبه أي ملعب بالعالم، حيث يرتبط بالمدرجات برجين تجاريين أحدهما 28 طابقاً والآخر 17 طابقاً تحوي شققاً سكنية ومكاتب ومحلات تجارية وفندق فئة أربع نجوم. كما يوجد بالمدرجات أجنحة خاصة لكبار الشخصيات والشركات يتم تأجيرها بعقود طويلة، وتستفيد من خدمات المطاعم والمرافق المساندة التي تحاكي أفضل الملاعب العالمية، مع إمكانية تكييف الملعب ليصبح مناسباً لإقامة المباريات طوال العام، وهي تجربة أثبتت نجاحها في قطر وأستراليا.
بقيت المعلومة الأهم، والتي سيستقيها القارئ الفطن من عنوان المقال، حيث تكلفة الملعب لم تتجاوز 188 مليون درهم إماراتي، أي قرابة 200 مليون ريال سعودي(يا بلاش)، علماً بأن البرجين والفندق والأجنحة ستشكل عائداً كبيراً بالإضافة إلى مبيعات التذاكر وقيمة الرعاة التي ستكفل إعادة مبلغ الإنشاء في فترة لا تزيد عن عشرين عاماً بأي حال من الأحوال.
أمنيتي أن يعود «الزعيم» بأكثر من نقاط المباراة، وفي وجود العقليات الرائعة في نادي الهلال أثق بأنهم سيعودون للوطن عاقدين العزم على بناء ملعب مماثل، ويقيني أن الشريك الإستراتيجي «موبايلي» يعرف قيمة استثمار الاسم، فشركة طيران الإمارات دفعت لنادي «آرسنال» مائة مليون جنيه إسترليني(ستمائة مليون ريال) ليحمل ملعب النادي اسم «ملعب الإمارات» لمدة 15 سنة فقط، فهل تدفع «موبايلي» 200 مليون ريال فقط لبناء «ملعب موبايلي» بحيث يبقى الاسم عشرة أعوام(20 مليون في العام- يابلاش)، أترك القرار لصانع القرار.. وعلى منصات الاستثمار نلتقي..