علمتني دبي (2ـ 2)
أعشق تراب الوطن وأتمنى أن يسبق الجميع، وأتحسر حين يسبقنا من لا يملك المقومات التي نملك، فأنثر حسراتي كلمات في مقال ينبض بحب الوطن يتفاعل معه كل من يملك نفس الإحساس، فيغمرني كثيرون برسائلهم مستشهدين بأمثلة أخرى ومطالبين بالمزيد من تلك الكتابات على أمل إيقاظ الضمير النائم.
“علمتني دبي” أن وفاء المسؤولين بالتزاماتهم يعزز ثقة الجميع، فانطلاق ميترو “دبي” في الساعة التاسعة وتسع دقائق بتاريخ 9ـ9ـ2009 دلالة على الدقة والانضباط، في حين أعادني البعض إلى خبر نشر في 21ـ9ـ2004 يؤكد انطلاق قطار الرياض الكهربائي في 2009 وحتى اليوم لم يتم وضع حجر الأساس.
“علمتني دبي” أن الطالب الصغير هو مستقبل الوطن، والإنفاق عليه هو الاستثمار الحقيقي، ولذلك سيتم في مدارس “دبي” توزيع جهاز iPad لكل طالب بالمرحلة الإبتدائية يحوي على جميع المناهج الدراسية ليربط الصغير بأحدث التقنيات، ويخفف عن كاهله حمل الحقيبة الثقيلة التي تكسر ظهور صغارنا.
“علمتني دبي” أن موظف الجوازات هو واجهة البلد الأولى ولذلك تحرص “دبي” على إنتقاء أفضل الأفراد للقيام بهذا العمل الهام، ويزينهم اللباس الوطني الذي يعكس صورة المواطن مظهراً وسلوكاً، في حين مازال اللباس العسكري يقيد موظفي الجوازات في وطني الحبيب.
“علمتني دبي” قرب المسؤول من المواطن حيث رأيت الشيخ محمد بن راشد يتجول في “دبي مول” أكثر من مرة، وكأنه في جولة تفقدية غير مباشرة يلتقي فيها بالمتسوقين والمستثمرين على حد سواء، ولن تتطور الخدمات في بلادي ما لم يجربها المسؤول بنفسه ليتعرف على معاناة المواطن والمقيم.
“علمتني دبي” أن احترام الآخر مهما كانت جنسيته هو أساس واحة السلام التي ينعم فيها الجميع، فالكل يعرف حقوقه وواجباته دون أن يتعدى على حقوق الآخرين، في حين يتفنن بعضنا في احتقار الآخر بطريقة لا تقبلها الشريعة الإسلامية التي نردد بأننا الأقرب لتطبيقها.
باختصار .. “علمتني دبي” أنها المدينة الخليجية المناسبة لجميع أفراد الأسرة، مع قدرتها على عكس الصورة الحقيقية لقدرات أهل الخليج وتمكينهم من الإنتاج والقيادة بدلاً من الاستهلاك والتبعية، وبمزيج من “الإحساس بالمسؤولية والرطوبة الاجتماعية” تستطيع بعض المدن السعودية أن تحاكي “دانة الخليج” تغييراً وتطويراً.. وعلى منصات التغيير والتطوير نلتقي.