أخذته الـ (مقادير)
في أول أيام رمضان كنت في المقبرة فسألت نفسي عن يومي المكتوب في اللوح المحفوظ، وتمنيت أن يكون في بداية العشر الأواخر في عام يكون رمضان في أجواء ربيعية، بحيث يسهل على الأهل والأحباب الذهاب للمقبرة، كما أغتنم بإذن الله فضل العشر المعتقات من النار، وتكفي الأيام الباقية لإنزال العزاء على أهلي قبل أن يفرحوا بالعيد.
ما تمنيته لنفسي تحقق للمغفور له بإذن الله الأمير محمد العبد الله الفيصل الذي اختاره الله بداية العشر الأواخر، وفي ذلك بشرى خير بإذن الله للرجل الصادق قولاً وعملاً، ففي هذه الليالي المباركة سيذكره المحبون ويدعون له قبل الإفطار ووقت التراويح والقيام فتكون تلك الدعوات سبباً في دخوله الجنة مع الصديقين والشهداء، وأن يجمعه الله بأحبابه في الفردوس الأعلى.
كان الأمير الراحل آخر ضيوفي في برنامج “قضية وحوار” الذي كنت أعده وأقدمه عبر القناة الرياضية في موسم انطلاقتها الأولى، وأتذكر في ذلك الحوار رأيه السديد حيال تنظيم الإعلام الرياضي من خلال التأكيد على التخصص وسياسة الثواب والعقاب، حيث أشاد سموه بأهمية الإعلام كمرآة للوسط الرياضي ولذلك ينبغي أن تكون تلك المرآة صافية وخالية من شوائب التعصب وضعف التأهيل.
وللفقيد رأي سديد آخر حيال انتقاد التحكيم، حيث كان يقول إن رئيس النادي الذي ينتقد الحكم يعطي نجوم الفريق العذر في التقاعس والتهاون طالما يعلمون مسبقاً أن اللوم سيعلق على شماعة الحكم، وقد أعجبني هذا الرأي فنقلته ورددته في أكثر من مناسبة لأنه يعكس واقعاً نلمسه في كرة القدم السعودية، وما أحوج أنديتنا لتبني فكر الأمير المثالي لأن في ذلك انعكاس إيجابي على الوسط الرياضي.
رحل محمد العبدالله حفيد “فيصل”، ذلك الملك الاستثنائي الذي غرس من سماته الاستثنائية في نفوس أبنائه وأحفاده ما يمنحهم التميز، رحمهم الله وجمعنا وإياهم ومن نحب في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين المخلصين لدينهم ووطنهم والمضطلعين بمسئولياتهم بأمانة وضمير.
تغريدة-tweet:
أشعر بالفخر والاعتزاز لأن صوتكم وصل لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الذي أمر بتدشين حملة شعبية لجمع التبرعات للصومال، ويزداد فخري كلما قرأت اسماً رياضياً لشخص أو ناد يتبرع ليؤكد الرسالة الحقيقية للرياضة التي تتعدى حدود الملاعب والصالات..وعلى منصات الخير نلتقي..