فن تسويق الرعاة

يرى الاتحاد الآسيوي أن من أهم السلبيات التي رصدها في زيارته الأخيرة اعتماد الأندية على راع واحد وغياب التخطيط الإستراتيجي الذي يجنب النادي أزمات محتملة في حال الخلاف مع الراعي، وقد كتبت مراراً عن خطأ منح جميع حقوق النادي لراع واحد، فجاء الرأي الآسيوي مؤيداً للتوجه المطبق في جميع الأندية العالمية المميزة، حيث التنويع في باقة الرعاة يعطي بعداً استثمارياً يضمن الاستقرار والنماء.
في الأندية اليابانية يوجد أكثر من خمسين راعيا للنادي الواحد، تتراوح رعايتهم بين المبالغ المالية الضخمة مقابل ظهور شعار الشركة على قميص النادي، وبين تقديم خدمات أو أجهزة للنادي تكفل وجود شعار الشركة بصور متفاوتة في مقر النادي ومطبوعاته وموقعه على الإنترنت، وبذلك يضمن النادي مصادر متعددة للدخل وخدمات وتجهيزات مجانية تخفف العبء على ميزانية النادي.
في مانشستريونايتد ترعى شركة AON قميص النادي مقابل 20 مليون جنيه إسترليني في الموسم، ولكنه لم يكتف بذلك بل وقع عقداً لرعاية ملابس التدريب والسفر مع شركة DHL بمبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني في الموسم، كما وقع العقد الأعلى لشركة ملابس رياضية مع Nike بمبلغ 303 ملايين جنيه إسترليني لـ 13 موسما، كل هذه المبالغ يحصل عليها النادي من القميص فقط ناهيك عن باقي مجالات الاستثمار.
في هيئة دوري المحترفين السعودي وضعت شركة “ثريشهولد” البريطانية اللائحة التجارية للدوري بشكل يماثل (البريميرليق)، وتم توقيع عقد التسويق مع شركة “صلة الرياضية” لتطبيق تلك اللائحة، فكانت النتيجة، “زين” راعيا رئيسا يقترن اسمه بالدوري، مجموعة من الرعاة المشاركين “ماستركارد، طيران الإمارات، تويوتا” وفي الطريق عدد آخر من الرعاة، وبتوجيه من الأمير نواف بن فيصل تمد الهيئة يدها لجميع الأندية باستعدادها التام لتقديم المساعدة للأندية لتطبيق لائحة مماثلة تعالج الملاحظة الآسيوية.

تغريدة – tweet:
يعجز لساني وقلمي عن شكر شركات الاتصالات على دخولها المجال الاستثماري في الرياضة، ولكنني أتمنى منها إعطاء القوس لباريها بالاعتماد على شركات التسويق الرياضي أو التنسيق والتعاون مع إدارات الاستثمار بالأندية، فليس من المنطقي أن تقوم شركة اتصالات ببيع التذاكر والمنتجات والوجبات الغذائية وغيرها، فالأولى إعطاء القوس لباريها والاعتماد على التخصص والاستفادة من تجارب الأندية التي سبقتنا في الاستثمار .. وعلى منصات الاستثمار نلتقي...