2012-02-21 | 04:49 مقالات

غرف الأخبار 2

مشاركة الخبر      

استكمالاً لما أشرنا إليه ـ أمس ـ في هذه الزاوية حول دور غرف الأخبار في القنوات الفضائية وكيف أن لها أهمية قصوى في ما يمكن أن يشكل رأياً عاماً تجاه قضية ما نتيجة تجييشهم جمعاً من الضيوف عبر حوارات ومداخلات لمؤازرة طرف وكسب قضية عطفاً على عدم الاستقلالية الحقيقية لهذه القنوات برغم الادعاءات والمزاعم بذلك ليل نهار. أقول أيضا إن أكثر ما يوجع المشاهد أو المستمع الواعي رداءة المقدمين الذين يتصدون لإدارة الحوارات، فإضافة إلى تحيزهم الواضح وربما حتى الذي يشعرون بالفخر وهم يوحون به لمتابعيهم هم أيضا من الضعف بالقدر الذي يستطيع خلاله العديد من الضيوف التلاعب بوقت البرنامج وإفساد موضوعه بل وتفريغه من أي أهمية. لقد تابعنا خلال الفترة القريبة ولا زلنا تراشقاً لفظياً وانفلاتاً في استخدام أقذع العبارات وأقبح الاتهامات لتيارات وطوائف أو أفراد ودول أو طبقات اجتماعية بحسب ما يمليه ظرف المتحدث ورغبته في كسب مباراته الكلامية أمام ضيف أو مقدم غير آبه بآثار ذلك وما قد يحدثه في وجدان الطرف الآخر خاصة عندما تصل حد التعريض بمعتقد أو تنضح بعرقية وعنصرية وهكذا. قلة لا تعد على أصابع اليد الواحدة من المقدمين الذين يستطيعون التصدي لمثل هؤلاء وإعادتهم إلى جادة الحوار أو ما طلب منهم التحدث فيه بعيداً عن التفريعات والاجترار الذي يضيع وقت البرنامج والمشاهد أو المستمع ويهدر جهد الإعداد الذي خصص موضوع حلقة لمعالجة موضوع بعينه. إن ما هو أسوأ من ذلك كله على الرغم من أنه سيء جداً هو ذلك الشعور (الغبي) بأن أهمية البرنامج والفريق العامل به تقاس بقدر ما يكيله ضيوفهم لبعض من شتائم أو حتى الوقوف أمام بعض في استعداد لهجوم شوارعي بالأيدي، وذلك حدث مع الأسف ليس بين مراهقين فاقدي الوعي، أو مشجعي كرة قدم في مدرج ولكن بين اسمين لهما حضور إعلامي واسم يصنف في خانة المحترمين وفي قناة فضائية ليست حتى المستقلة.