كن لطيفاً
نعم من الممكن جداً أن تكتب عن أمور ليست خلافية ويكون لك نصيب من القبول والمتابعة. لماذا يعتقد غالبية كتابنا أنهم مطالبون أن يمضوا حياتهم في صراع ردود وخلاف وتبني مواقف مع وضد. فنون الكتابة متنوعة والرهان على متعة القراءة وجاذبية ما يكتب وتحقق الفائدة على أي نحو وإذا ما أخذنا ذلك في الاعتبار إن معظم ما يطرح في صحافتنا وبشكل أوسع في إعلامنا يمثل حالة دفاع أو هجوم فلابد أن يكون لذلك أثره في عدم ثبات حالة الهدوء في الساحة الرياضية والسكينة في المجتمع الرياضي وذلك بالضرورة يعني أن دورا آخر يؤديه الإعلام لا يخدم الصالح العالم ولا حتى يقدم الصورة الصحيحة لما يجب أن يكون عليه الإعلام حتى لو أراد أن لا يكون وطنياً. كثيراً ما كنت أحاول تمرير أن الكاتب اليومي أو الأسبوعي يمكنه أن يحافظ على حضوره حتى وهو يلاطف القارئ أو يحلق به في سماء المعرفة أو يجوب به دروب الذكريات يمكن له أن يحافظ على هويته واعتقاده ومبادئه دون أن يحشو مدفعه بالشتائم والاتهامات والغمز واللمز. كم أتمنى أن نتسلح باللطف بدلاً من الفظاظة والحكمة عوضاً عن التهور والصفاقة وأن نفهم أن استقلاليتنا لا علاقة لها بالقفز على الحقائق والسير عكس التيار وليست أيضاً انتقائية أو مزاجية، وكم أتمنى أن يفهم الإعلامي أن دوره ليس اقتسام الصلاحيات والغنائم والخلاف والتصالح مع الغير على ضوئها فقط. رئيس التحرير