أيقونة روتانا
أيقونة قنوات روتانا (خليجية) قربت المسافات التي كان يعتقد أنها شاسعة سواء مع منافسيها أو بينها والمشاهد. حضور لافت وتنوع مغر وساعات عرض تقتطعها من صوالين البيوت حيث الأسرة أو الاستراحات والشقق حيث الشباب العزاب أو الازواج الهاربين من ضجيج البيوت وجحيم المشاحنات الزوجية. حتى لو ادعت قنوات أخرى أن لها حصة الأسد كما عليه حال الـmbc وذلك لا يمكن إنكاره إلا أن خليجية روتانا دخلت عليها وعلى غيرها بالطول والعرض وقد يكون في زمن أقل مما كان متوقعا في دراسات الجدوى أو غيرها. هيكل برامج (خليجية) مشحون ببرامج ناضجة ويمكن للواحد منها أن تتكئ عليه أي قناة دون حاجة إلى استنزاف جهدها ومواردها في إنتاج برامج أخرى لها نفس الوزن والقيمة لكن روتانا خليجية بشهية مفتوحة تقدم بدل البرنامج الواحد عشرة (يا هلا)، (قضية رأي عام)، (الأسبوع في ساعة)، (لقاء الجمعة)، (كورة)، (اتجاهات)، (سيدتي) هذه أسماء لبرامج وغيرها لا تحضرني أو لم تلفت انتباهي ربما لقصور المتابعة تتسابق في الظهور بعافية مهنية تامة رغم أن ذلك يحتاج إلى جهد إعداد وحسن اختيار للموضوعات المطروحة وسقف حرية أقرب للتوريط منه للسلامة وتنوع في نمط المقدمين وخلفياتهم واتجاهاتهم وكل ذلك له تكاليفه التي لا يمكن لأي أحد أن يتحملها لكنها دون شك تصنع الفارق. ستكون (خليجية) قناة الأسرة السعودية فهي في طرحها لا تبرح جغرافيتنا وهذا سيفقدها البعد الخليجي والعربي لكنه ليس مهماً إذا ما كان ذلك هدفها في الأصل وقد يكون ذلك مصدر قوة لا ضعف في الانتشار وعوائد الإعلان إلا أن التنبه في (خليجية) إلى التفريق بين الانفتاح والشفافية وجرأة الطرح وبين ما يمكن أن يدخل في إطار التأليب والتعبئة ضد الأفراد أو المؤسسات مهم جداً. نعم يمكن لروتانا وغيرها أن تكون للناس ومع الناس ولكن بتقديم التوعية على التعبئة والبحث عن الصالح العام على التصادم العام الذي قد يفيدها وقتياً لكنه على المدى البعيد لا يفيد أي طرف.