نواف بن فيصل وتحديات المستقبل
المطالبة بأن يتم تحويل (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) إلى (وزارة الشباب والرياضة) كان أحد الطروحات العديدة في الإعلام الرياضي مؤخراً. ـ بوضوح أكثر .. ليست العبرة في أن تتحول (الرئاسة) إلى (وزارة).. فالأمير نواف بن فيصل حالياً هو بمرتبة (وزير) وصلاحيات (وزير) ويدير قطاع الشباب والرياضة بفكر ومسؤولية (وزير). ـ العبرة (ياسادة يا كرام) في الصف الثاني الذي يقف خلف (الوزير) نواف بن فيصل من قيادات ومسؤولين وإدارات ولجنة أولمبية واتحادات رياضية وأندية وكل مكونات ومنظومة العمل الرياضي والشبابي. ـ وبصورة أوضح أستطيع القول: إن ما يستطيع الأمير نواف بن فيصل تقديمه ليس له علاقة على الإطلاق في أن تكون مظلة أو مرجعية قطاع الشباب والرياضة (رئاسة) أو (وزارة) فهي نفس الأعباء والمسؤوليات حتى وإن اختلف (المسمى) أو (الموقع). ـ الأمير نواف بن فيصل يحتاج إلى قيادات تتحمل معه مسؤوليات العمل الضخم في قطاعي الشباب والرياضة. ـ في هذا السياق تحدثت الكاتبة السعودية القديرة حصة بنت عبدالرحمن العون (بنت الوطن) قائلة: إن أحداً لن ينجح في موقع رئاسة اتحاد كرة القدم السعودي سوى الأمير نواف بن فيصل بخبرته الإدارية والرياضية والقيادية وبقيمته الاعتبارية والاجتماعية والأولمبية.. ـ وقالت: إن أنظمة ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم سمحت بتعيين الرئيس ونائب الرئيس وهي ما تمثل نسبة الـ 25% التي حددتها تدريجياً ضوابط ومعايير ولائحة الانتخابات القادمه فيما يخص نسبة (المعينين). ـ أي أن من حق الأمير نواف بن فيصل رئيس اتحاد الكرة المستقيل أن يعيد ترشيح نفسه لرئاسة اتحاد القدم السعودي وهو حق كفلته أنظمة ولوائح وقوانين (فيفا).. بحيث لا يأتي رئيس جديد يبدأ عمله من الصفر.. وهذا يجعل الأمير نواف بن فيصل يكمل خططه الإصلاحية وبرامجه التطويرية داخل قطاع الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم على وجه التحديد وهو المسؤول المطلع والمواكب لكل التفاصيل وآليات العمل الرياضي التنفيذية وتكملة كل الملفات والمشروعات الرياضية والشبابية العالقة التي بدأها الأمير نواف بن فيصل مؤخراً. ـ بصراحة أكبر.. حين يخطئ مدرب أو إدارة أو لجنة أو اتحاد أو حتى لاعب فإن مبرر الاستقالة ليس كافياً بل إن الاستقالة قد تربك العمل وتعطل البرامج.. ـ وهل كل رؤساء الاتحادات الكروية في كل بلدان العالم والذين فقدت اتحاداتهم فرصة التأهيل لكأس العالم استقالوا؟ ـ ثم لماذا يستقيل الأمير نواف بن فيصل وهو لم يكمل بعد مشروعه التطويري؟ ـ ما حصل كما يبدو لا يخرج عن حالة عاطفية كانت فيها ردة الفعل قوية ومفاجئة ومرتبطة بردة فعل الرأي العام والشارع الرياضي. ـ كأن استقالة اتحاد القدم ستعيدنا للمنافسة على كسب بطاقة التأهل لمونديال البرازيل. ـ وكأن الفرص المهدرة التي أهدرها مهاجمونا أمام المرمى الأسترالي كانت أحد المبررات والأسباب التي دعت اتحاد القدم للاستقالة. ـ كان من المفيد مواجهة كل هذه التحديات الكبيرة بمسؤولية نحو خلق بيئة عمل جديدة وسط عالم رياضي متجدد ومتسارع. ـ ربما نقتنع بأن فقدان فرصة التأهل لمونديال البرازيل ليس نهاية العالم.. لكنه بالتأكيد سيدفعنا إلى حوارات متزنة والبحث عن بيئة وأرضية صالحة تساعد الأمير نواف بن فيصل على استكمال مشروعه التطويري وهو الأمر الذي يتطلب مزيداً من التحدي ومزيداً من الكوادر والطاقات المنفتحة والمتجددة تنسجم خططها وبرامجها مع متطلبات المستقبل وتطلعات وطموحات الأمير نواف بن فيصل رجل التحديات القادمة.