العجلة
الاستعجال أو (العجلة) تختلف عن السرعة أو التسريع في إنجاز العمل أو حسم الأمور ونحن في هذا المجتمع تغلب علينا (العجلة) أكثرنا لا يمكن أن يصدق أن ما فعله وهو يقود السيارة من تجاوز ومخالفة للأنظمة وعدم التزام بآداب الطريق يمكن أن يكون وراءه مشوار اعتيادي للبيت أو للعمل وألا ضرورة تلزمه أن يفعل ما فعله في الشارع إلا (العجلة) ولا يمكن أن تقتنع أن هناك عاقلا يمكن له في آن واحد أن يطالب بضبط المخالفات في الملاعب الذي تعنى به بعض اللجان والإعلان عنها والتحقق في أمرها وإصدار النتائج، كل ذلك قبل أن يرتد طرف هذا (العجل) خاصة وأن ذلك لا يعكس اهتمامه بضبط المخالفات أو تحقيق العدالة لأن القرارات ربما تصدر بعد ذلك دون أن يدري عنها أو يعلق عليها على عكس ما كانت عليه حالة فورة التعاطي مع المخالفة حين وقوعها. هذه العجلة وهي من الشيطان هي من تخلف حالة عدم الاستقرار التي يعيشها مجتمعنا ومنه الرياض فلا أحد يريد أن ينتظر ما يأتي ولا لديه القدرة على كبح جماح (اللقافة) لمعرفة حتى ما يخبئه الغيب، يريد أن يعرف ما أفضت إليه الإستراتيجية قبل أن يقرأ الإستراتيجية أن يطعم الطبخة قبل البدء في إعدادها وليس حتى قبل نضجها يريد أن يتعامل مع المسائل المهمة كما هي التافهة وما تمس الكل كما لو كان الأمر يخصه بالذات. إن ما يجعل الخوف من هذا النوع من الشرائح أنها في الأصل غير مهتمة بإصلاح أمر ما بقدر ما كانت مجالا رحبا للحديث عنه وحوله ومحاولة الوصول من خلاله لغيره وأخطر ما في ذلك كله أن مثل هؤلاء يساهمون (بعجلتهم) في تأخير ما يمكن أن تسفر عنه هذه المشاريع سواء كانت قرارات أو أفكار أو أعمال أو حتى تعطيلها حين يتم قتلها بالبحث والشرح والجمع والطرح على الإستراتيجيين والمخططين لأبسط الأمور وأكبرها أن يعلموا أن هناك من ينتظر نتاج ما خططت له عقولهم وكلهم ثقة في صدقهم وسلامة موقفهم بشرط عدم التعاطي مع إرجاف (المتعجلين) وتثبيطهم وذلك لن يعززه إلا الثقة في النفس والإيمان بأنهم الأحق بالبقاء في ساحة العمل والبناء لا الذين يهدمون بمعاول التشكيك و(العجلة).