بيليه حالة مرضية
تتحقق لبعض النجوم فرص الظفر بامتيازات دون أو أكثر من زملاء لهم يماثلونهم الأهمية وربما يفوقونهم عطاء أو موهبة وهذا أحياناً يعود لحقائق تتوافر فيهم أسهمت في ذلك حتى وإن كان بعضها لا علاقة له بالمهنة أو المجال، كما أن هناك ظروفا أو أحداثا تزيد من قدرة صعود سهم هذا النجم وتجاوزه نظراءه وهذا وذاك حق طبيعي لا يجب أن ينازعه أحد فيه. إلا أن البعض ولنأخذ قياسنا على نجوم كرم القدم الأكثر شعبية يعتقدون أن هذه النجومية تجيز لهم أن يرتبوا أوضاع الكون وأن عمر النجومية لا ينتهي وأن الآخرين ينقسمون إلى فسطاطين إما محبين أو كارهين والحكم هنا ليس بطبيعة التقييم لعطاء وأهمية ودور هذا النجم بل مع أو ضد. وإذا كان من المقبول تحمل ذلك من نجم لازال على الساحة يعطي فإنني أجد صعوبة شديدة في أن أقبل الامتثال طواعية لتحمل ما يفعله بعض النجوم الذين تركوا الملاعب لعقود خاصة عندما يكونون مصابين بجنون العظمة أو داء الغيرة كما عليه حال البرازيلي بيليه الذي لم يعد له من عمل سوى موضوع المفاضلات بين النجوم الحاليين والسابقين، فمن قصته مع مارادونا إلى ما هو أغرب وأعجب حين يطلب من الأرجنتيني ميسي الانتظار لحين بزوغ نجم البرازيلي نيمار للحكم بشكل قاطع على أفضليته. ومنذ اعتزال بيليه 1977 م بعد أن حقق أفضلية مطلقة في تاريخ كرة القدم والأكثر تسجيلاً للأهداف ( 1066 ) وشارك في تحقيق منتخب بلاده البرازيل كأس العالم ثلاث مرات دأب (أديسون ارانتيس دو ناسيمنتو) وهذا اسمه الحقيقي على استغلال شهرته وذياع صيته يمارس حربه على النجوم والتقليل من شأن المواهب وتم استخدامه من قبل وسائل الإعلام لمحاولة النيل من نجوم آخرين داخل البرازيل وحول العالم مستغلين فيه اعتقاده وهذا ما بدأنا به الموضوع أنه ولا غيره يجب أن يظل ملك الكرة وساحرها. كرة القدم كغيرها من الأشياء تتغير كتقنية وصناعة، صحيح الموهبة هي ذاتها لكن لا يمكن للموهبة التي ولدت في الستينيات أن تضمن أنها ستكون بذات القدر على إبراز كامل ما تتمتع به من موهبة لو أنها جاءت بعد ثلاثة أو أربعة عقود لوجود بعض المتغيرات على طريقة الأداء والأساليب الخططية وتقنيات اللعب وتنامي الطموح وتبدل الفكر من الهواية إلى الاحتراف البحت، يجب عدم ظلم الأجيال بالإبقاء على نجومية الماضي في طريق المتقدمين من الجيل الذي يليه، نعم لاحترام التاريخ لكن دون أن يدفننا فيه خاصة عندما يترك الحكم لأشخاص يحاولون استخدام مجدهم معولاً لهدم ما يمكن أن يتحقق لمن بعدهم من أمجاد.