ابن همام الشخصية الطامحة
قرار محكمة التحكيم الرياضي الذي أبطل قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم القاضي برفع قرار عقوبة الإيقاف مدى الحياة لرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام لعدم توفر الأدلة الكافية، حيث اتهم في نهاية مايو 2011م بشراء الأصوات خلال اجتماع للاتحاد الكاريبي في ترينداد من خلال ما قيل إنه قدم أموالاً لاستمالة أعضاء لترشيحه لمنصب رئيس الـ(فيفا) في مواجهة جوزيف بلاتر يريد له ابن همام أن يكون الفصل الأخير في القضية، حيث قرر اعتزال العمل الرياضي بعد أن حصل على البراءة أو ربما رغبة في تفويت الفرصة على الاتحاد الآسيوي الذي استبق قرار المحكمة بالإعلان عن وقفه لمدة 30 يوماً لانتهاكات محتملة لقواعد الانضباط والأخلاق في نظام الاتحاد الآسيوي وهو ما قد يفتح فعلاً باباً جديداً من الجدل القانوني والإعلامي حول حقيقة تهم الآسيوي أو سلامة قرار ابن همام وما ينطوي عليه.. فقد سحب ابن همام ترشيحه من سباق رئاسة الـ(فيفا) قبل يومين من الاقتراع، لكن ذلك إن كان تكتيكيّاً أو برغبة لم يمنع من مثوله أمام لجنة الأخلاق -فيفا- التي أوقفته مؤقتاً ثم بشكل نهائي، مما يعني أن الاعتزال قد لا يكون إسدال الستار إلا على أحد فصول المسرحية التي أراد لها بلاتر أن تنتهي دون جدوى.
لقد حصل ابن همام على البراءة أمام هيئة مستقلة والحقيقة ظهرت كما قال في تعليقه لـ(BBC)، معبراً عن سعادته لأنه استطاع إثبات أن كل الادعاءات التي سبقت ضده لم تكن صحيحة كما أن هذه البراءة أعادت كرامة أعضاء اتحاد الكوكانكاف الذين قيل أنهم تلقوا الرشاوي المالية، لكن هل كان ذلك هو ما جعل ابن همام يرى الوجه القبيح للرياضة ويقرر الاعتزال؟(نفاه أمس) .. في تصوري أن الرياضة في دهاليز منظماتها القارية والدولية وحتى الأهلية قبحها لا يحتاج إلى حشر أحد في الزاوية حتى يتبين له ذلك، وإذا ما كان هناك قبيح فإن أول المسؤولين عنه هم من يديرون زمام الأمور في هذه التنظيمات.
ابن همام يتمتع بمواصفات جداً مهمة لرجل يرأس اتحاداً قاريّاً، فقد تجاوز الكثير من الألغام، ومن المؤكد أنه بقدر ما حصل على ثقة البعض فقد كسب عداوة آخرين، ربما لأخطاء ارتكبها أو لما يمكن أن تحدثه بعض القرارات الحازمة والحاسمة، فلا أحد يهتم عادة بحيثيات القرار وعدالته بقدر انعكاسه على المصالح دون أن نستبعد ما يثيره نجاح الشخص على منافسيه أو حتى معاونيه والعاملين معه.
أسوأ من كان يصفقون لابن همام هم من كانوا يستقوون به (فقط) على اتحاداتهم المحلية أو يحاولون إغاظة آخرين بنجاحه، فهو لم يكن إيماناً عميق بقدراته وبدوره في إصلاح وتطوير منظومة العمل وأكثرهم سوء من انفضوا من حوله عند تعثره، إما اعتقاداً منهم أنه لن يقف مجدداً على قدميه أو خوفاً من أن يقال إن رهاناتهم فشلت، المهم أكثر من ذلك كله براءته وهذه أبسط حقوقه التي ما كان من العدل أن يحرم منها، أما كيف يكبح جماح شخصيته الطامحة تلك مسألة فيها نظر.