الأولمبياد حين تكون الفرجة أحسن
يقول جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إن مدينة برشلونة بفضل استضافتها لأولمبياد 1992م تمكنت من تجديد بعض مناطقها المهملة بما في ذلك 100 هيكتار من المنطقة الصناعية على طول سواحلها وجددت الواجهة المائية وفعلت زيادة الوحدات السكنية وهو ما ساهم في التحول الذي شهدته المدينة ووضعها على خارطة السياحة حيث تضاعف عدد السياح من أقل من مليوني سائح سنويا إلى أكثر من 7 ملايين سائح العام الماضي وقبل برشلونة وبعدها مدن كثيرة مونتريال، بكين، أثينا وسيدني كان للأولمبياد عليها التأثير نفسه وهو بذلك يبشر بأرقام قياسية جديدة في أولمبياد لندن وأوقات ممتعة لأن العناصر اللازمة للنجاح متوفرة ليس لأسبوعين من المنافسة بل لما هو أبعد من ذلك بحسب رأيه. كل الرياضيين المتخصصين والهواة والعشاق لمنافسات الألعاب الرياضية يجدون في منافسات الأولمبياد المناخ والبيئة التي تجعلهم يتراجعون عن ندمهم على عشق الرياضة وتشجيع الرياضيين الذي يتجرعون مراراته حين تكون الرياضة كرة القدم والدوري المحلي ومن يتصدر واجهته هم مسؤولو الأندية والذين يجعلونك تفكر ألف مرة بألا تشجع ولا تهتم بل وربما تجافي وتكره متابعة منافسات يعتبرونها ملكاً لهم يمنع الاقتراب منها إلا بإذنهم أو على أحسن حال بالطريقة التي تروق لهم وتساير ذهنيتهم وفهمهم للرياضة والتنافس. الأولمبياد في لندن فرصة لا تضاهيها فرصة للتعرف على الرياضة الحقيقية وعلى فهم الرياضيين الحقيقيين ومن يستحق أن يطلق عليه نجم، وما قيمة الاستثمار في الرياضي الموهوب المؤهل ومدى صغر حجم رياضيينا وانطفاء وهج نجومنا وضآلة حجم رؤساء أنديتنا واتحاداتنا وكيف لهم أن يعتذروا من الجماهير ألف مرة قبل وبعد كل ما يقدمونه للرياضة وما يفترضون أنه عمل يستحق الشكر والثناء. سقوط الأمطار الغزيرة المتوقع، وتقلبات المناخ البريطاني قد تؤثر على سير بعض المنافسات وعلى قدرة بعض الرياضيين في تقديم كل ما لديهم وربما على مستوى الحضور الجماهيري لكنها لن تؤثر إطلاقاً على الأجواء العامة للمنافسات وعلى عزم الرياضيين في تقديم أنفسهم للعالم في المنافسات الأهم والأضخم والأبقى في الذاكرة وسجلات التاريخ. علينا أن نعلم أن بيئة الرياضة الأولمبية ليس لنا حظ في توفرها إلا بقدر قليل يعد استثناء وأن للجغرافيا والمجتمع الدور الرئيس في عدم إمكانية أن يتحقق وأن ذلك الأمر بقدر ما هو محزن إلا أنه لن يحرمنا من متعة المشاهدة والمتابعة من خلف الشاشات أو المدرجات إن سمح الظرف، وأعتقد أن ذلك كاف لنا إذ ليس هو بالأمر الجديد أن نلعب دور المتفرج كما نحن عليه كمستهلكين لكل من نأكله ونشربه ونلبسه ونركبه متفرجين حتى على تربية وتعليم أبنائنا من غيرنا وإدارة وترتيب مكاتبنا ومنازلنا، فلماذا الحزن على أن يكون ذاك حالنا في الأولمبياد وكل أولمبياد؟ المهم أن يكون الجميع على علم وقناعة بذلك حتى لا يحاول آخرون جعل ذلك مبرراً لفتح قضايا جدل ونقد انتهازي انتقائي لا معنى له.