2012-08-08 | 08:31 مقالات

معسكرات أوروبا وإغلاق التدريبات

مشاركة الخبر      

إغلاق التدريبات يثير بعض الجماهير والإعلاميين ويلقى من يقدم عليه من المدربين لوماً واستنكاراً واستهجاناً وحجة المعارضين لمثل هذا التصرف أن كل شيء بات معلوماً ومكشوفاً، لكن لا أحد من هؤلاء يضع في حسبانه أن الجهاز الفني اختار هذه الحصة من التدريب ليعمل خلالها بهدوء وتركيز وأن ذلك يضعف ويقل مع فتح الحصة التدريبية للجماهير والإعلام. هذا الأمر وغيره مما تنكره الجماهير ويلقى نقداً لاذعاً من الإعلاميين هو ربما يفترض أن يكون في إطار خصوصية الفريق وجهازه التدريبي الذي يحق لهم فيه أخذ القرار المناسب بعيداً عن ارضاء الجماهير أو تسلط الإعلاميين. العمل الذي على الجهاز التدريبي أن ينجزه مع الفريق هو في ناتجه ما يمكن أن يكون محل سؤال أو نقد رضا أو استياء أما الخطوات التي تصل به إلى النتيجة فإن تتبعها يمكن أن يعرقل أو يبطئ أو ينسف فاعليتها بداعي إصدار أحكام في غير حينها وغير محلها تماماً كالحكم على الطبخة في مرحلة إعدادها بدءاً بالتدخل في مكوناتها وانتهاءاً بالوقت الذي يمكن لها أن تنضج خلاله وبالتالي لم تترك الفرصة كاملة لصاحب الشأن ولم تستطع أن توفق في إسداء النصح المناسب لدخولك في التوقيت الخاطئ الذي لا يمنحك التصور السليم للأشياء. معسكرات أوروبا مثلاً هي خيار للأجهزة الفنية وإمكانات وفرتها إدارة الأندية ويمكن للفريق أن يستفيد منها أضعاف ما يمكن أن يستفيده لو أقامه محلياً ومهما حاولنا التشنيع على هذا التوجه من خلال سرد سلبياته فإن ذلك لن يكون مبرراً لعدم الاستفادة منه لمن يريد أن يستفيد، فالتحضيرات هذه لا يرتبط نجاحها أو فشلها بالمكان فقط ولكن ببرنامج وتنفيذ والحكم يجب أن يكون من هذه الزاوية. تفريغ اللاعبين لتحضيرات بدء الموسم لا يمكن أن تنجح بحصة تدريبية لا تتجاوز الساعتين إذا ما كان ذلك في نفس المدينة التي يعيش فيها اللاعب ولن تتوفر المعسكرات التي توفر لك الملاعب والتجهيزات والفرق التي تلعب معها ودياً في الداخل إذا ما حاولت تجاوز مشكلة الطقس بإقامته في أحد المصايف ولو كانت المصايف وحدها كافية لإعداد الفريق لكانت فرق هذه المناطق والمحافظات حاضرة في المنافسات ناهيك عن ضرورة أن تكون متفوقة ولذلك فإن اقفال التدريبات أو إقامة المعسكرات أو اختيار اللاعبين المحليين وغير المحليين هي مسؤولية جهاز فني وإذا تابعنا ذلك من خلال نقل المعلومة وفتحنا المجال للفنيين لإبداء رأيهم في ذلك فإنه لن يكون هناك تباين كبير بين الرأيين، أما إذا كان الرأي جماهيريا وإعلاميا فإنه سيظل يتدخل في كل حركة وسكنة وهذا مثير للجدل والخلاف والتأليب على مدربي وإدارة الفرق إلى حد القرف.