2012-09-04 | 07:04 مقالات

نعمة التسريب في الحالين

مشاركة الخبر      

حرية الصحافة هي نعمة عندما نعتزم الكتابة عن الآخرين، هكذا يراها كاتب القاموس الإنجليزي صمويل جونسون ومصيبة عندما نجد أنفسنا مستهدفين من قبل الكثير من مهاجمينا بهذه المقولة الصمولية، ختم الزميل عادل الطريفي مقالته في الشقيقة الشرق الأوسط (المشكلة ليست في الإعلام بل في الثورة)، مقولة صمويل جونسون تستوجب التوقف أمامها لفهمها بعمق فهي تصوير دقيق لواقع التعايش بين الصحافة والمتعاملين معها والعاملين فيها، كذلك فهي رسالة لمن يهمه الأمر حين يتعاطى مع الصحافة من موقع المرسل أو المستقبل وإذا ما كان يوماً في حاله يرى أنه يملك الحق في ممارسة حريته في إبداء الرأي ونشر المعلومات، وأخرى حين يطالع ما يكتب في حقه أو ينشر عنه ومدى ثباته على مبدأ الحرية وأهميتها وقبوله بنتائجها في الحالتين. من خلال التجربة الشخصية أكثر النقاد صلافة وجسارة هم الأكثر ضيقاً وغضباً حين ينتقدهم أحد، وهناك ما يسند هذا الاستنتاج من واقعنا الإعلامي وخارجه، وأضيف أيضا لهؤلاء (الطارئون) على المشهد الإعلامي والرياضي من كبار السن إذ إن تجربتهم القصيرة توقعهم في ارتكاب الأخطاء وتتسبب في تعرضهم للنقد، تؤلمهم أكثر من أن تقومهم كما يحدث عادة لأصحاب التجارب القصيرة من صغار السن الذين لا يجدون ضيراً في ذلك، وبالتالي فهم (وأقصد كبار السن) يفسرون النقد خطأ ويرونه أحياناً إذلالاً أو إهانة لا تليق بمقامهم الذي لو قاسوه بتجربتهم لا بعمرهم لعلموا أنه لا يساوي الشيء الكثير وأن عليهم أن يقبلوا لأنفسهم ما قبلوه لغيرهم، وأنه إذا كان هناك ما يبرر ويسند رأيهم فلربما هو أيضا متوفر للطرف الآخر وهكذا. أعتقد أن حرية الصحافة نعمة يجب أن تقبل في الحالين، ونحتاج حتى نساعد على تحقيق ذلك ألا نقبل المواقف المزدوجة التي يمارسها البعض علانية ودون حياء في القبول تارة والرفض أخرى، كما علينا عدم قبولنا لازدواجية المعايير في الحكم على الأشياء. وليس ببعيد عن الموضوع ها نحن اليوم لا يستثيرنا (تسريب) الوثائق، ولا نعتبره مدفوع الثمن كما كان عليه الأمر في حالات سابقة، ولم يخرج حتى الآن (محامي) يناشد بوقف ما يحدث على اعتبار أنه خيانة لأمانة الوظيفة، كما أن الجهة التي كانت تحرج باستهدافها بتسقط أخطائها صار ينظر لها بعين الرضا لتغيير مسؤوليها فقط وليس لتحسن أو تغير أداءها. ـ أمس ـ نشرت "الرياضية" خطاباً موجهاً من عضو لجنة إلى أمين عام دون إضافة أو حذف أو تعليق عليه أو قراءة لمضمونه، ولم ندخل في تأييد أو رفض ما جاء فيه، وحدهم فقط الذين لا يفهمون دور الصحافة غضبوا، والبعض من طيبي القلب ولا أصفهم بأكثر من ذلك اعتبروه حرباً على اللجنة المؤقتة ورئيسها، أما الكبار أصحاب الأمر فقالوا غضوا الطرف للمصلحة العامة.. وأيضا العقل الراجح نعمة حين يسمع منك أو تسمع منه. رئيس التحرير