2012-09-07 | 07:08 مقالات

سنوات الانتصار والخيبة

مشاركة الخبر      

قلنا بالأمس إن الذين يخشون على المنتخب السعودي في مواجهته الودية التي سيلعبها اليوم على ملعب لاس روزاس في بونتي فيدرا شمال إسبانيا ينظرون إلى الفارق الفني والعناصري الهائل من حيث الإمكانات المهارية والبدنية والخططية والتجانس وخلافه، وهي خشية لها ما يبررها ولكن في حدود ألا تمنعنا من خوض مثل هذه المباريات ومع مثل هذه المنتخبات في إطار خلق منتخب له تجربة جادة ويسير بخطط إعداد محددة ترمي إلى تحقيق أهداف بعينها وفق برنامج زمني يتواءم مع الاستحقاقات الإقليمية والقارية المقبلة. التجربة الإسبانية ذاتها جديرة بأن يتم التعرف عليها فهي في المحصلة انتهت إلى إنتاج كرة قدم عصرية فريدة لا تشبه غيرها وبالطبع وحتى صارت كذلك فقد مرت بالكثير من المصاعب والتحديات والخيبات حتى تحقق لها ما تحقق فقد تأسس اتحاد كرة القدم سنة 1904م وانضم للفيفا 1913م وشارك في أول بطولة سنة 1910م في دورة أولمبية حقق ميداليتها الفضية وحقق كأس أمم أوروبا أول مرة 1964م ومنعت الحرب الأهلية الإسبانية المنتخب من اللعب سنوات امتدت من 1934م كأس العالم في إيطاليا وهي مشاركته الأولى إلى 1950م لكنها غابت أربع دورات لكأس العالم 54 ـ 58 ـ 70 ـ 74م وحتى بعد هذا العمر الطويل في مسيرتها الكروية على مستوى القارة والعالم وبالرغم من أنها استضافت نهائيات كأس العالم 1982م لم تتمكن من تحقيق شيء يذكر خسرت أمام إيرلندا الشمالية وتعادلت مع الهندوراس ..أجيال مرت من لاعبين ومدربين ومسيرين لاتحاد الكرة كانت ثنائية النجاح والفشل هي المهيمنة على المشهد الكروي الإسباني إلا أن صفحة جديدة كتبت للإسبان منذ 2008م حين حققوا كأس أمم أوروبا وما تلاه من طغيان المد الكروي الإسباني الذي اجتاح العالم حتى باتت إسبانيا المنتخب وإسبانيا الدوري وإسبانيا النجوم المنتج الأجود والنموذج الذي يسعى الكل لمحاكاته. خسرنا في آخر مباريات مجموعتنا في نهائيات كأس العالم أمام إسبانيا 0ـ1 سجله خوانيتو وكان المنتخب الإسباني قد لعب بتشكيلة من الاحتياط بعد أن ضمن تأهله للدور الثاني وكان منتخبنا حينها قد جمع نقطة واحدة حين تعادل مع تونس وخسارته أمام كرواتيا إلا أن الثقة في عناصره وإمكانية ما يمكن أن يقدموه لم تفقد بعد ثقة الجماهير والإعلام كما عليه الحال الآن فقد كان وما زال المنتخب يملك العناصر والتجانس والتوليفة التي يمكن لها أن تفعل شيئا وصادق على ذلك عروضه في أمم آسيا بعد عام واحد 2007م وخسارته الكأس في المباراة النهائية دون أن يخسر ثقة الجميع في أنه كان يجب أن يحرز الكأس. المصادفة هي أن المنتخب السعودي حين بدأ عده التنازلي منذ ذلك الحين (2007 ـ 2008) بدأ صعود نجم الكرة الإسبانية مع الأخذ في الاعتبار أن المنتخب السعودي على المقياس القاري الآسيوي والإسباني الأوروبي العالمي، لقد أعاد فيستني ديل بوسكي الحياة إلى الكرة الإسبانية خلفا للويس أراجونيس الذي حقق لها يورو 2008م وقبل ديل بوسكي انتشلهم من الإحباط والشكوك في أنهم سيصبحون من المنتخبات الكروية الكبيرة في العالم لكنه فعل ذلك وهي مرحلة استثمرها ديل بوسكي وأعطى لهذه الكرة ترياق حياة مختلف وهو الآن في مؤتمره الصحفي حول ودية المنتخب السعودي يقول أرفض الاستهانة بقدرات المنتخب السعودي وأنهم مطالبون بالفوز دائماً سواء في مبارياتهم الودية أو الرسمية بل أن ما يقدمه الإسبان أمام المنتخب السعودي هو مهم لمعرفة ما إذا كانوا حاضرين الثلاثاء المقبل لمواجهة جورجيا في تصفيات مونديال 2014م. كرة القدم هي تراكمات تاريخية من المهم عند الحديث عن واقعها استحضار هذه السيرة واستخلاص الدروس والعبر منها لا يمكن أن يكون هناك اسم عظيم دون أن تشكله سنوات الانتصار والخيبة. رئيس التحرير