2012-09-12 | 07:00 مقالات

التصنيف 105 حتى نفهم

مشاركة الخبر      

أتذكر أننا نشرنا هنا في هذه الصحيفة تقريراً قبل أكثر من عام حول المعايير التي يعتمد عليها (فيفا) في التصنيف الشهري للمنتخبات وكنا بذلك نحاول تقديم معلومة تثقف المتابعين والمهتمين بلعبة كرة القدم ومنافساتها خاصة وأن الأمر كان يتم تناوله سواء، وأقصد تصنيف (فيفا) في أوساط الرياضيين أو حتى بين المختصين ومن بينهم الإعلاميون دون معرفة بضوابط التصنيف ومعاييره. في أيام الفيفا هذه التي نعيشها عاد التطرق إلى التصنيف وما إذا كان مقياسا عادلا لتحديد المستوى وقبل ذلك إذا كان يعد دالا على ارتفاع أو تدني المستوى، وما إذا كان أخذ في اعتبار المخططين والقائمين على شؤون كل منتخب إلا أن شيئا لم يتغير، فقد تم التعامل مع التصنيف بانتقائية في الدلالة، فهو مرة مؤشر يعتد به ولابد من أخذه في الاعتبار وأخرى هو مجرد تصنيف لا يغير في الأمور التي على الأرض شيئاً. وفي كل الأحوال لابد من الاعتراف أننا نشكو من حساسية مفرطة في الاقتناع أو لأقل الثقة في التصنيف أو الاستفتاء أو ما يمكن أن يحرمنا من آرائنا الخاصة التي نود أن نفرضها على غيرنا أو ما يمكن أن يقطع الجدل لأننا يبدو نعتبر الجدل من مكونات شخصيتنا الاجتماعية المتصلبة المتعنتة التي لا تلين إلا لمن تريد أو متى تريد لكن هل يعني ذلك أن نظل نعيش حالة الانفصام، نقبل مثلاً تصنيف المنتخب السعودي في ترتيب الـ(105) ولا نقبل أن يكون الدوري السعودي للمحترفين في المرتبة الـ(15)، بالطبع لا ولكن هذا ما حدث لقد استخف الكثيرون بتصنيف الدوري وحاولوا تعويم الخبر، فيما تم إبراز تصنيف المنتخب وأخذه في الاعتبار. في التقرير المشار إليه قلنا إن جماهير الكرة السعودية تظن أن المنتخب حصل على أفضل ترتيب له في تصنيف فيفا في الشهر الذي وصل فيه إلى دور الـ(16) في نهائيات كأس العالم سنة 1994 المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية لكن ذلك غير صحيح فقد حصل على ترتيب الـ(29) لكن المفاجأة أنه حصل على أفضل ترتيب له بحسب هذه المعايير المعقدة في شهر يوليو 2004 حيث حصل على الترتيب الـ(21) برغم خروجه من الدور التمهيدي لنهائيات كأس أمم آسيا التي أقيمت آنذاك في الصيف حين احتل المرتبة الأخيرة في مجموعته بنقطة واحدة وبحسب التقرير فإن المنتخب السعودي يظل ثالثاً آسيوياً في متوسط الترتيب خلال السنوات التي مضت من عمر التصنيف الذي بدأ العمل به في الاتحاد الدولي سنة 1993 وتم اعتباره من ذلك الحين جزءاً أساسياً في التقارير الرياضية الدولية ومؤشراً يعتمد عليه فيفا لمعرفة مستويات منتخبات أعضائه فيما يتصدر المنتخب السعودي متوسط التصنيف بين المنتخبات الخليجية ويحل بعده منتخب الكويت ولكن بفارق كبير. المعايير تغيرت حيث بدأت بالاعتماد على عدد الأهداف المسجلة للمنتخبات في المباريات الرسمية والودية وإجراء المباراة على أرض المنتخب أو خارجها لكن منذ الـ2006 أصبح يعتمد على الفارق الرقمي بين ما سجله كل فريق من أهداف والتي دخلت مرماه إضافة إلى النتائج وأهميتها وقوة المنافس حسب القارات وعدد المباريات وتعديل طريقة احتساب النقاط عند الفوز والتعادل دون نقاط للخاسر ولكن بحسب قوة الفريق المنافس حيث تحتسب له نقاط أكثر إذا فاز على من هو أعلى منه في التصنيف ومتوسط النتائج وأفضلها خلال سبع آخر مباريات. أعود للقول إن التصنيف الدولي إذا كان مهماً بذاته فإنه يمكن العمل على جعله في حال أفضل من خلال تحقيق معاييره وهي أسهل من صناعة منتخب قوي فنياً، أما إذا كان مؤشراً فقط فلا بد أيضاً الأخذ في الاعتبار أن العمل على إعداد منتخب متمكن يذهب بعيداً في كل مشاركاته بثبات وقيمة فنية وجمالية أصعب بكثير وكثير جداً.