2012-09-15 | 07:06 مقالات

عن أي بيئة تتحدثون؟

مشاركة الخبر      

ظل الأمير عبدالله بن مساعد وأحمد محتسب يتحدثان إلى الزميل سلمان المطيويع من خلال برنامجه (الملف الأحمر) بتدفق وثراء بكلمات محددة وعبارات واضحة حول موضوعات تتعلق بخصخصة الأندية واستثماراتها وما في وبين ذلك. الذي يتابع عبدالله بن مساعد حين يتحدث مجيباً أو مداخلاً أو محاضراً يجتهد في أن يكون مصغياً لكنه يحتاج أيضاً الالتقاط والفهم والتحليل السريع حتى يمكنه أن يسيطر على كم المعلومات والمقاربات والاستشهادات التي ترد في ثنايا حديثة خاصة عندما يكون هذا المستمع من غير المتخصصين أو المتابعين والمراقبين عن كثب أو يجهل في بعض الأنظمة والقوانين المعمول بها في القطاعين الخاص والعام.. والأسوأ إذا كان من متابعي النوعية السائدة من ضيوف البرامج الرياضية الذين قلنا سابقاً إنهم يلوكون عبارات محدودة ومعلومات وأفكار ينقلونها معهم من قناة إلى أخرى لا تحتاج لمتابعتها إلا إلى التحسب عليهم أو الدعاء لهم بالهداية في أحس الظروف. فقط من خلال ما تابعته من هذه الحلقة وما استطعت فهمه أتضامن مع أحمد محتسب المتحدث اللبق الذي يقول عن علم ودراية بما يتحدث عنه في أن جماهيرنا الكروية مدللة قياساً بغيرها، ودون أن أورطه أقول عن نفسي إن جماهيرنا التي ترى أنها مظلومة ومهضومة الحقوق.. أقول إن ما يقدم لها يتناسب مع أولاً مستوى حضورها، ثانياً مع قيمة ما تدفعه، ثالثاً مع درجة تجاوبها مع الأنظمة والتعليمات، رابعاً مع درجة تأثيرها في دعم ناديها داخل وخارج الملعب. كل الذين كانوا يتضامنون مع مطالبات الجماهير في خلق بيئة ملاعب يكذبون على هذه الجماهير.. ليس لأن ذلك مطلب صعب أو لا أحد يريده، أو أن الجماهير لا تستحق ذلك.. ولكن لأن هؤلاء يوهمونهم أن هذه البيئة يمكن شراؤها من أقرب سوبر ماركت لمجرد أن يكون معك ثمنها.. وبالتالي حيدوا هذا العنصر المهم المباشر المؤثر في صناعة هذه البيئة وهو دور المشجع، إذ بدلا من أن يجعلونه يعمل على تخليق هذه البيئة من خلال فهم وتفعيل دوره إلى منتظر على قارعة الطريق يستمع إلى فكهاتهم وظرفهم وسخريتهم من الجهات المناط بها إنجاز هذا العمل. المشجع الذي يرغب حضور المباريات من على مدرجات الملاعب هو من أهم عناصر اللعبة والأهم في معادلة الربح والخسارة، لكن المشجع تماماً كغيره من العناصر لابد أن يتسم أيضا بمواصفات ويلتزم بما عليه من حقوق، وكما أن ليس كل من ركل الكرة سمي لاعباً فليس أيضاً كل من قال إنه مشجعاً كان كذلك، والمفارقة أن معظم الذين يطالبون بتحسين بيئة الملاعب هم في الأصل من غير روادها ولا أمل في أن يتوجهوا لافتراش مدرجاتها إنما كانوا ومن باب المشاركة في التأليب أو ادعاء الفهم وذكر أنهم كانوا في الملعب الفلاني في أوروبا وهكذا كذلك.. وهذه مشكلة أخرى، فإن البعض يريد أن يكون حضور المباراة نزهة من خلال برامج ما قبل وأثناء وبعد المباراة، والحقيقة أن ما أعلمه ويعلمه غيري أن ذلك لم يتحقق مع غيرها من الأنشطة والفعاليات حتى في أماكن الترفيه نفسها المثقلة بالقيود والشروط، فعن أي بيئة يتم الحديث أو ينتظر لها أن تبدأ دون تصحيح وتعزيز عوامل إيجاد هذه البيئة.. الزهرة لا تنبت في الأرض الصبخاء مثلاً.