نحن والآسيويون الثلاثة
سيواجه الفائز من مباراتي الاتحاد وجوانج جو الصيني الفائز من مباراتي الأهلي وسابهان أصفهان الإيراني في الدور نصف النهائي، أي أنه لقاء تتمناه الجماهير السعودية لأنه يعني ببساطة أن الأهلي والاتحاد تجاوزا مباراتيهما وخطيا نحو أن يلعب أحدهما على نهائي كأس أبطال آسيا 2012. دائماً نردد أننا نخشى المواجهات السعودية السعودية في مثل هذه البطولات ولا أعلم سبباً لذلك، أقصد سبباً مقنعاً لأن الذين دائماً ما يطلقون هذه المخاوف يذهبون إلى أمنيات شبه مستحيلة.. كأن يحقق فريق إنجازاً في الوصول إلى النهائي على حدة، وكان ذلك يعطيني دائماً الإحساس بأننا نستهلك حياتنا في الأمنيات والأحلام ولا نحب أن نعيش في الواقع ونتحداه. لم تتوقف أمنيات أن يتجاوز الفريقان الأهلاوي والاتحادي خصميهما ويصلا إلى نصف النهائي ويذهب أحدهما إلى النهائي، لأنه أيضاً ليس من المعقول أن يذهبا سوياً كطرف أول، فهم أيضاً يتمنون أو يحلمون بأن الفائز من أدلايد الأسترالي وبونيودكور الأوزبكي الذي سيلاقي الفائز من مباراتي الهلال وأولسان هيونداي الكوري الجنوبي سيكون من نصيب الهلال، لتكون المباراة النهائية على دوري أبطال آسيا بين فريقين سعوديين وأيضاً في الرياض حيث ستقام المباراة النهائية على ملعب الفائز من مباراة نصف النهائي الثانية التي طرفها الهلال. سنترك التمنيات والأحلام لنواجه الواقع، فهاهي هذه الفرق الثلاثة الاتحاد والأهلي والهلال تدخل المباراة الأولى تحت وطأة صدامات مكتبية وتأجيج إعلامي وتذمر يسود الوسط الرياضي، حتى الهلال الذي وصل إلى كوريا بدأ تحضيراته ببيانات متبادلة بينه والسفارة السعودية هناك على خلفية استقبال البعثة، فهل يمكن أن يكون ذلك مؤشراً يمكن له أن يدخل الطمأنينة على هذه الفرق؟ وهل يمكن اعتبار ذلك باعثاً للتفاؤل بأن عناصر وأجهزة الفرق الثلاثة ستشعر بأن تحظى بدعم ومساندة واهتمام دائماً؟ وفي كل مشاركات الفرق السعودية على مستوى الأندية والمنتخبات يتسابق الجميع في رسم خارطة طريق التتويج، لاوجود لما يسندها في الواقع وكأنها أشبه برمي الكرة في مرمى الفرق المشاركة وإحراجها أمام الرأي العام، أو أنه وهذا أقرب العجز عن تقييم الموقف والتقدير الذي تستحقه هذه المشاركة من حيث المصاعب والمخاطر المحتملة التي يمكن أن تجعل رسم أي خريطة مفيداً لقربه للواقع ولأخذه كل ما قد يعترض الوصول في الحسبان مثل ذلك وقع وعانت منه فرقنا كثيراً، وساهم في كسر معنويات الجماهير التي لا تعلم أن هناك من غرر بها أيضاً وأوهمها أن عليها أن تستعد للاحتفال بتتويج فرقها في كل زمان ومكان وجدت به مشاركة. كم أتمنى لو نراجع على نحو مختلف من السابق واقع الرياضة في دول مثل كوريا الجنوبية والصين أو حتى إيران من حيث النشأة وعدد الأندية واللاعبين ومصادر التمويل، وموقع الرياضة في حياة شعوب هذه الدول، ودرجة التعاون بين مكوناته في التمنية والتطوير، وطبيعة فهمهم لمعنى التنافس الفوز والخسارة، وما إذا كان لها أن تكون حياة أو موت أو تجعل منه مجتمعاً نصف يبني والنصف الآخر يهدم، طبعاً بالتبادل بحيث لا يكون فيه بناء البتة. رئيس التحرير