2012-09-22 | 07:46 مقالات

خطأ رياضي ثقافي اجتماعي

مشاركة الخبر      

أن تكون للرئاسة العامة لرعاية الشباب أنشطة اجتماعية وثقافية.. فهذا من مهامها، لكن ليس بالمطلق بل محدد بفئة الشباب ما يندرج تحت أنشطتهم الاجتماعية واهتماماتهم الثقافية أو ما يجب أن يكونوا عليه في هذين النشاطين، بينما يبقى الاهتمام العام بالهم الاجتماعي والثقافي في بعدهما الواسع مناطاً بوزارتين أخريين. الأندية الرياضية التي عند نشأتها ربط النشاط الاجتماعي والثقافي بها بحيث عنونت رسمياً وشعبياً بناد رياضي ثقافي اجتماعي لم يعد موجوداً بل ويجب ألا يكون موجوداً، فالأندية الرياضية حين تأسست قبل أربعة عقود وأكثر ليست كما هي عليه منذ أكثر من عقد، كذلك فإن ما كان يمكن لها أن تقدمه في هذين الشأنين أصبح حملاً ثقيلاً تئن من وطأته وزارتان بكل إمكاناتهما وكوادرهما ومخصصاتهما المالية. عند تأسيس الأندية، كان ينظر على أنها أفضل مكان لاجتماع شباب المدينة أو البلدة أو القرية وأكثر استيعاباً لأن تقام داخلها أنشطة ثقافية كان من بينها المحاضرات الدينية والثقافية والمسرح الذي تؤدى عليه الحفلات الغنائية والتمثيليات المسرحية وقاعة السينما، بينما كان النشاط الاجتماعي يؤدى بإقامة بعض الفعاليات الوطنية أو المهرجانات والعروض المرتبطة بالأسرة.. وهكذا. أما اليوم فلم يعد بوسع هذه الأندية أن تتبنى هذه الأنشطة، وعلى من يرى أن أياً منها ضروري وملزم أن يتجه لبرامج وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة والإعلام، إلا أنه يمكن في اعتقادي للأندية توفير مكان إقامة هذه الفعاليات لو قامت عليها أي من الوزارتين، بحيث يكون دور الأندية فقط توفير المكان، وافتراض جذب الحضور ذلك يذكرني أيضاً بما كان يردنا من ملاحظات في الصحف أو الملاحق الرياضية لأننا لم نقم بتغطية بعض هذه الأنشطة أو لا ندعو لإقامتها سواء في الأندية أو في بعض مرافق رعاية الشباب، وكان حينها يقال لنا إننا نتسبب في تحجيم دور رعاية الشباب في الشأن الرياضي، أو أننا جعلنا من المسؤولين والعاملين في رعاية الشباب والأندية (أهل كورة) لا أكثر، وكان يقال إننا في الإعلام الرياضي ولقصور في فهمنا نتجاهل كل أنشطة الرعاية والأندية ونركز على نشاطهم الرياضي. وبالرغم من أننا كنا حينها وحتى الآن نعطي هذه الأنشطة حقها من المتابعة والنشر والإشهار، إلا أن الحقيقة أننا كنا على صواب أكثر لو تجاهلناها نهائياً.. وذلك ببساطة لأننا صحف أو ملاحق رياضية لاشأن لها بأي نشاط آخر، ولا يبرر إقامة هذا النشاط في أحد مرافق الجهة التي تشرف على أو تنظم النشاط الرياضي أن نفرضها على قارئ أو متابع للصفحات أو البرامج الرياضية، وكان الأوجب هو أن الملاحق والصفحات أو البرامج الأخرى التي تشترك مع هذه الأنشطة في التوجه، فمثلا الملاحق أو الصفحات أو البرامج الدينية تغطي كل ما يتعلق بإقامة المحاضرات الدينية أو مسابقات تحفيظ القرآن الكريم الذين لهم حضور في الأندية وأنشطة وكالة الشباب بالرعاية، كذلك الملاحق والصفحات والبرامج الثقافية والاجتماعية تعنى بهم الملاحق والصفحات والبرامج التلفزيونية والإذاعية ذات العلاقة بالشأنين الثقافي والاجتماعي، ولا يبرر إقامتها في أندية رياضية أو مراكز تابعة لرعاية الشباب أن تهملها أو تجعلها مسؤولية وسائل الإعلام الرياضي.. وهكذا. لقد ساهم تجاهل الإعلام غير الرياضي في تقزيم عمل وجهد رعاية الشباب والأندية ومنع وصول برامجها وفعالياتها وأنشطتها غير الرياضية لشرائح المجتمع المعنية والمهتمة بذلك، وظل الإعلام الرياضي يحارب على أكثر من جبهة ليقدم ما تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. تماماً مثل رعاية الشباب التي ظلت تحارب على أكثر من جبهة دون أن تجد من يلبسها غير جلباب الرياضة دون ذنب لها، كما لا ذنب للإعلام الرياضي لأنه ليس معنياً بغير الرياضة.