تمويل الأندية اللغز الصعب
إيرادات الأندية لها مصادر متنوعة ومتعددة والكل يعرف أن أنديتنا عاشت زمناً طويلاً على عوائد التذاكر وإعانة رعاية الشباب وهبات أعضاء الشرف، وخلال تلك الفترة تكونت عندنا ما يسمى بالقيمة الفنية والسمعة للكرة السعودية من خلال نتائج الأندية في مشاركاتها الإقليمية والقارية، كذلك شاركت في تعزيز ذلك النتائج التي أحرزتها المنتخبات السعودية بكافة درجاتها وذيوع صيت عدد من النجوم الكرويين. هل كان يجب أن نستمر على ما كنا عليه لأننا وعندما حاولنا الاقتراب من العمل الذي يتجه للمؤسسي بحيث يعتمد على الأنظمة والقوانين وينظم العلاقة بين الأندية وأطراف المعادلة بدأت الأمور تتراجع وبشكل سريع وظهرت كثير من مصاعب ومعوقات تنذر بكثير من مخاطر قد تتجاوز العمل الرياضي إلى ما هو أبعد، أم أن الاستمرار استحقاق لابد من الوفاء به لأنه لا مجال للعودة إلى الوراء ولابد من التماهي مع ما يحدث في العالم حتى ولو على ظهر سلحفاة. شركة توشيبا اليابانية عرضت على نادي الزمالك المصري بناء استاد عالمي له على أرض النادي في 6 أكتوبر مقابل 100 مليون دولار أمريكي إضافة إلى 5 ملاعب تدريب وفندق سكني ومول تجاري مقابل ما أطلق عليه حق الانتفاع لتوشيبا مدة 20 عاماً وهذا العرض وبحسب تقديرات مالية ودراسات يحقق للزمالك أولا بناء فرع جديد له مما يعني حصول على قيمة اشتراكات جديدة تقدر بـ400 مليون جنيه مصري مقابل اشتراك 40 ألف عضو بمعدل 10 آلاف جنيه كما سيوفر عليه 10 ملايين قيمة إيجار كان يدفعها لاستاد القاهرة ومليونين قيمة معسكرات داخلية وخارجية. إنشاء أفرع للأندية عندنا سمعنا عنه كثيراً، فقد تم الترويج له عبر عدد من أعضاء شرف الأندية إضافة إلى إنشاء استادات ناهيك عن إعادة تأهيل الملاعب الموجودة أصلاً في الأندية، لكن ذلك الملف تحرك ببطء وقد لا يتجاوز زراعة أو ترميم ملعبين يضاف إليهما عدة ملاعب للتدريب، والغريب أن أنديتنا خلال العشر سنوات الأخيرة حظيت بمجموعة من الشخصيات التي تتمتع بالمعرفة والخبرة في الاستثمار وعلى تواصل مستمر مع الأندية في العالم، ومن المؤكد أن لديهم الكثير من الأفكار التي يمكن لها أن تدفع بالعمل داخل الأندية إلى الأمام ولو خطوات قليلة إلا أن ذلك لم يحدث فقد سيطر عليهم المزاج العام وتلبسوا الحالة نفسها وتغيرت اهتماماتهم إلى ما كان يريده مشجع السبعينيات، ولأن حجتهم ربما تكون مقنعة فيما يخص نقص الموارد إلا أن عدم العمل على زيادتها يعتبر خطأه أكبر، وأظن أنها من بين مسؤولياتهم فرادى أو مجتمعين. أندية مثل الأرسنال وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي يحصلون من حقوق تسمية ملاعبهم لصالح طيران الإمارات وشركة مالية بنكية وطيران الاتحاد، الأول 100 مليون إسترليني، والثاني 90 مليون يورو، والثالث 120 مليون إسترليني لمدد تتراوح بين 10 إلى 15 سنة. أما الرعاية لعام 2012م فأرقام أخرى، حيث يحصل برشلونة على 34 مليون دولار سنوياً من مؤسسة قطر، وبايرن ميونيخ على 32 مليون دولار من شركة الاتصالات الألمانية، ومانشستر يونايتد على 27 مليون من شركة تأمين أمريكية، وهكذا تتعدد وتتنوع مصادر الإيرادات التي تجعل من هذه الأندية مراكز ربحية تزداد كلما حسنت فرقها من أدائها من خلال جلب اللاعبين المميزين وتحقيق النتائج... فهل نجد من يحل لنا هذا اللغز الصعب؟.