2012-09-30 | 08:16 مقالات

هؤلاء انتجوا حوار الطرشان

مشاركة الخبر      

توفر نية طيبة لايكفي لتصديق بعض النصائح أو هضم الآراء التي يتم نثرها دون حساب. حتى بعض المتخصصين عندما طال بهم المقام تكشفت عيوب كثيرة على الأقل في شخصياتهم وبنائهم النفسي والفكري، وألقى ذلك بظلال من الشك حول معلوماتهم الاختصاصية في قانون كرة القدم أو اللوائح وغير ذلك. نحتاج في كل أمر إلى من يفهم أولاً طبيعة المجتمع نفسه، طبيعة من يشكلون هذا المجتمع من الأفراد أن تتعرف على طباعهم كيف يفكرون ومتى يمكن لهم أن يتقبلوا هذا الأمر أو ذاك، وعلى أي مقياس يقيمون به شؤونهم والحكم على أشيائهم. المجتمع الرياضي مثلاً معقد التركيب يستعصي على الفهم دون المعايشة، كذلك فهو من المجتمعات التي تحتاج في التوافق مع غيرها وجود قواسم مشتركة وتشابه في طريقة العمل، والمعالجة مسنودة بزخم من المعارف والعلاقات، ويلعب الميول للأندية دوراً في تعزيز الثقة أو حجبها، ولايقيم وزناً كبيراً للكفاءة أو سلامة الشخصية، فالعيوب التي لايقرها أو يستسيغها في ظروف أو مجتمعات أخرى غير الرياضية قد يمررها أو يجد لها المبرر طالما إذا ما كان هذا القادم يدور في فلكه أو ينفذ مراده. الذين صدموا بالمجتمع الرياضي كثر، لكن ليس لأنهم في حال أحسن أو لأنهم أفضل أو أحرص من أفراد هذا الوسط على المثل والقيم وحسن العمل، أو أصدق نية فقط لأنهم لا يعرفون الوسط الرياضي.. هذا المجتمع الذي بنى نفسه داخل أسوار وتعايش بشروط خاصة وأدبيات حكم بها عالمه لا يعرفونه نتيجة فصله عن عالمهم وتصنيفه والحكم عليه من خلال زاوية رؤية تختلف من شخص لآخر، ومن جماعة عن غيرها تلعب المرحلة الزمنية دورها في جعل النظرة تميل إلى السواد أو الأكثر سواداً، إذ غالباً لا يرون أن إيجابية يمكن أن يحققها هذا العالم الذي تشكله مجاميع تسودهم عقلية (مع وضد)، ولايفضلون استخدام العقل أو المنطق لأنه يفسد عليهم لذة الولاء والمناصرة لأنديتهم. أيضاً أفراد هذا المجتمع وأقصد الرياضي صدموا أكثر ببعض ممن قدموا لهم من النخب سواء الاجتماعية أو الثقافية أو العلمية أو المهنية التي لم تستطع أن تبرهن على أنها رفضت أن تحاول قراءة وفهم هذا الوسط، وعملت عكسياً في جره ليفهم ما تريده، وهو ما أنتج حوار طرشان بين الطرفين تبارى فيه من يحمل الطرف المسؤولية واكتفيا بذلك. المجتمع الرياضي من أغنى المجتمعات لكل ما يمكن أن يعد ميزة في أي وسط آخر، وهو خلاصة مجتمع بأسره، وكل الذين يدخلونه متأخرين من أي باب لابد لهم أن يعلموا أنهم دخلوا مغارة الكنز العظيم منجم رجال، ولابد لهم أن يفعلوا الكثير لفهم هذا المجتمع الفهم الذي يحقق لهم إمكانية استثماره أو العمل الذي يساعد على أداء دوره والتخلص من مشكلاته في كافة المجالات القانونية والمالية والإدارية، وأنا على الثقة أن المصلحة لن تكون فقط مشتركة ولكن مضاعفة لهم قبل أفراد هذا الوسط.