احتراف وعاطفة لا يتفقان
نمارس الركض في ميادين وملاعب كرة القدم بأجهزة إدارية هواة، ولاعبين شبه محترفين، وأجهزة فنية محترفة ورؤساء أندية الكثير منهم يبحث عن نتائج وقتية يحققون من خلالها مجداً شخصياً يسجلون به أسماءهم بماء من ذهب وكذلك الاحتراف والانضباط هو شعارنا ولكن العاطفة تطغى على الكثير من قراراتنا داخل أسوار أنديتنا. ـ تعاقد نادي النصر مع المدرب الكولومبي ماتورانا لمدة موسم رياضي كامل وبعد مباراتين فقط تم التوقيع معه لمدة سنتين وبعد ذلك تم إلغاء عقده، وحقق المدرب البلجيكي برودوم بطولة الدوري مع الفريق الشبابي وتم التوقيع معه حتى عام 2015م مع إعطائه كافة الصلاحيات الفنية لجميع درجات كرة القدم، وأيضاً نادي الاتحاد تعاقد مع مدربه الإسباني كانيدا لموسم رياضي واحد وفجأة وبدون سابق إنذار تم التعاقد معه لثلاث سنوات قادمة. ـ أتفق مع النقاد الرياضيين الذين يرون أن الاستقرار الفني مطلوب في عالم كرة القدم ولدينا خير مثال نستدل به وهو النجاح الذي يحققه المدرب فتحي الجبال مع فريق الفتح بالإحساء في دوري زين السعودي ولكن العاطفة والتسرع في اتخاذ مثل هذه القرارات ومن ثم إلغاء عقد المدربين بعد عدة مباريات يؤدي إلى خسائر مادية وفنية لأنديتنا السعودية وتساهم في عدم ثقة المدربين الآخرين فينا عند الرغبة في التعاقد معهم مستقبلاً ولكن السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى وقراراتنا تكون عاطفية..؟ ولماذا قراراتنا تكون ارتجالية وتعتمد على مزاجية رؤساء الأندية..؟ ونتخذ قراراتنا بدون دراسة متأنية. ـ كنت ولا زلت أطالب بمزيد من الصبر على العمل الجبار الذي تقدمه إدارة المنتخبات الوطنية من حيث الاهتمام بمنتخبات الفئات السنية (البراعم ـ الناشئين ـ الشباب ـ الأولمبي) حيث بدأنا نجني ثمار هذا العمل من خلال النتائج الإيجابية التي تحققت على أرض الميدان لتحقيق منتخبنا للشباب (دون سن 20 سنة) البطولة الأولمبية الخليجية (دون 23 سنة) وتحقيق منتخب الشباب (دون سن 18 سنة) للبطولة الخليجية الأخيرة التي أقيمت في الكويت. ـ هذا العمل الجبار المبني على خطة عمل متكاملة يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وتضافر الجهود بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم ووزارة التربية والتعليم ووزارة المالية لأننا إذا لم نواصل العمل ليل نهار ستسبقنا العديد من الدول المجاورة وسنبحث عن موقعنا في وسط خارطة العالم في مجال كرة القدم وسنجد أنفسنا في مؤخرة الدول وهذا الأمر لا يرضي طموحاتنا كسعوديين. ـ خروجنا من بطولة كأس آسيا للناشئين التي أقيمت في طهران بدون فوز وعدم تأهلنا لنهائيات كأس العالم للناشئين يجب ألا تؤثر على أبنائنا الصغار وعلى مدربنا الوطني القدير عمر باخشوين والكادر الفني والإداري معه حيث شخص رئيس شئون المنتخبات الوطنية الأستاذ محمد المسحل الواقع لعدم وجود دوري لهذه الفئة العمرية يشاركون فيه وهذا الأمر سيتم دراسته مع الاتحاد السعودي لكرة القدم لأن اللاعب الصغير بحاجة إلى العديد من المباريات والمشاركات لكي يكون مستعداً فنياً للمشاركة في مثل هذه البطولات القارية والدولية. وجهة نظر خطة العمل التي تنفذها الإدارة الشبابية لجميع المراحل السنية للاعبي فرق كرة القدم يجب ألا ترتبط بأسماء أشخاص سواء كانوا أجهزة فنية أو إدارية أو غيرهم لكي تستمر إدارة النادي في تطبيقها مع أي جهاز فني قادم للنادي مستقبلاً.