اضربوا بيد من حديد
عنوان المقال لا يدل على شخصيتي المسالمة ولكنني أحب الالتزام بالأنظمة واللوائح في كل مجال من مجالات الحياة، ولهذا فإنني من أشد المعجبين بما تقوم به لجنة الانضباط في المسابقات المحلية، فهذا العمل الحضاري الذي يقدم من قبل هذه اللجنة يدل على أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة في مجال التنظيم الرياضي وخاصة في لعبة كرة القدم. ـ في الدول المتقدمة والمتحضرة مثل أمريكا وإنجلترا وسويسرا الجميع يسير في الشوارع والطرقات بكل دقة ونظام مثل الساعة في احترام أنظمة المرور والالتزام بمواعيد القطارات والطائرات وغيرها ولكن عندما تخالف النظام تجد رجال المرور أو الشرطة يقفون لك بالمرصاد في ثوان معدودة، ونحن كسياح نتغنى بهذا النظام ونتحدث عنه في كل مناسبة. ـ ولن أكون بعيداً في أمثلتي عن المجال الرياضي فالسؤال الذي يطرح نفسه هل شاهدنا في يوم من الأيام رئيس نادي مانشستر يونايتد أو برشلونة أو يوفتوس يجلس على مقاعد الاحتياط أو ينزل لوسط المستطيل الأخضر أو في المضمار ..؟ لأي سبب من الأسباب بل نشاهدهم في المقاعد المخصصة لهم (vip) وبإمكانهم النزول إلى اللاعبين بعد انتهاء المباريات الهامة لفرقهم من خلال ممر خاص من خارج الملعب واضعين البطاقة التي تسمح له بالدخول للغرف الخاصة باللاعبين. ـ لجنة الانضباط تحتاج إلى عمل متكامل وتطوير وليس عيباً إذا أخطأت أن تتراجع عن قراراتها، ولهذا فهي تحتاج حسب وجهة نظري الشخصية لتطوير أسلوب العمل كأن يكون اجتماع اللجنة بعد كل جولة من جولات الدوري وأن يتفرع من اللجنة فريق عمل يتابع كل صغيرة وكبيرة قبل وأثناء وبعد المباريات وألا يعتمدوا على تقارير الحكام أو المراقبين الإداريين أو رابطة المحترفين بل يتخذون قرارات قوية وشجاعة دون تمييز بين شخص وآخر من خلال مشاهدتهم للأحداث على الطبيعة ومن خلال الشاشة الفضية (داخل وخارج الملعب) بالإضافة إلى التقارير التي تردهم. ـ أتمنى من كل قلبي أن يكون لدينا لجنة انضباط للمرور وألا نتوقف على ساهر ونتفرج على الاستهتار والتسيب في النظام في الشوارع مثل الوقوف الخاطئ لأصحاب السيارات الفارهة في التحلية وغيره من الشوارع الأخرى وعدم التساهل في عدم ربط الحزام أو الوقوف بشكل غير نظامي في وسط الشارع بكل استهتار بانتظار البعض لزوجاتهم أو أخواتهم لتخرج من المشغل أو الخياط في شارع ثلاثين أوعشرين ويقف خلفه طابور من السيارات وصاحب السيارة يتصفح رسائل الوتس أب والبلاك بيري والرسائل الإلكترونية وغيرها لأنه لو عرف أن هنالك مخالفة تصل إلى خمسمائة أو ألف ريال لوقوفه الخاطئ وتعطيله السير لبحث بكل أدب واحترام لموقف نظامي حتى لو كان في الثمامة، لهذا يجب أن نقف احتراما للجنة الانضباط في ملاعبنا. ـ أما صيانة الشوارع كما هو حاصل في طريق الملك فهد مقابل المؤسسة العامة للتحلية فحدث ولا حرج بحر من السيارات بسبب رصيف طوله لا يتعدى نصف كيلو يعطل السير ليل نهار ويستمر العمل فيه لمدة لا تقل عن ثلاثة أو أربعة أشهر، والشيء الإيجابي أن أحد المراكز الطبية قريب جداً من هذا الطريق عندما يرتفع عليك السكر أو الضغط. لهذا فنحن بحاجة ماسة للجنة انضباط للمرور وللبلدية ولغيرها من القطاعات الأخرى.