حلول ولكن دون مسؤولية
الحلول الفنية التي نقدمها كمتابعين أو نقاد أو حتى فنيين تظل في حدود الاعتقاد وليس الجزم والتصور لا الحلول الجذرية أو النهائية التي على الأجهزة الفنية اتباعها كحلول سحرية لمشكلات مزمنة أو طارئة، ورغم إصرار البعض منا على أن ما نقوله هو الصحيح الذي لا اختلاف عليه إلا أن ذلك ليس إلا مجرد صورة من الوهم الذي يعيش داخله البعض منا ووصل به الأمر إلى افتراض غباء وجهل المدربين وأجهزتهم الفنية، إذ لم ينتبهوا إلى ما يرى أنه بديهي وواجب التنفيذ ويظهر ذلك في اختصار البعض الآخر إلى أن من بديهيات العمل الفني اتباع هذه الطريقة أو إجراء هذا التبديل أو اللعب بهذه التشكيلة، فهل هناك من بين مدربي أنديتنا فعلاً من لا يملك أبجديات المهنة ولا يتصرف بناء على ما تستدعيه الحالة؟
أنا لا أفترض ذلك بل ولا يمكن أن أعتقد ولو لمجرد الاعتقاد أنه يمكن أن يكون هناك من بين المدربين الذين يعملون في أنديتنا من يصل إلى هذه الدرجة المتدنية في فهم مهام وظيفته، أما أن يكون هناك مدرب يتصرف على نحو خاطئ أو يخونه ذكاؤه أو إمكاناته، وخبراته ليست على القدر الكافي فهذا ممكن وممكن جداً لكنه يختلف عن أن يكون مجرد مما نرى أنه بديهي، فليس هناك بديهي يمكن ألا يفعل وإن حدث فإن أمر (ما) جعل تقديره يختلف بين من يتولى المهمة وذاك الذي يرقبها عن بعد وهذا يجرنا إلى الحرص على التفريق بين التقييم المبدئي والعام وتقييم اللحظة أو الحالة الراهنة ولو قبل أحدنا أن يتم تقييم سلوكه في حالة معينة أو غير اعتيادية لكان الناتج غير مرضٍ ومخالف لما هو عليه حقيقة، كذلك الاجتزاء في القول من السياق لا يعبر عما هو عليه في الأصل ويغير مفهومه، كل ذلك يؤكد أن علينا أن نختار الأسلوب الأمثل إذا كنا نريد فعلاً الوصول إلى طريق التصحيح والذي يبدأ بالحكم الشامل الذي يتم فيه تحري الدقة في المتابعة والتحليل والمقاربة والمقارنة التي على ضوئها يتكون الرأي الذي أيضاً يقبل القبول والرفض.
لماذا نقبل أن نلتف على أقوالنا ونغير أحكامنا؟ وكيف نساهم في إرباك عمل البناء وتغيير مسارات التصحيح حتى لا يعد لها قدرة على النجاح؟
إن من الأولى ألا نستسهل الحكم والقطع بالأمور التي تترتب عليه قرارات أو ضرورة إصدار قرارات، كما يتم على نحو مستمر في أوساط أنديتنا ومنتخباتنا جراء هذه الأحكام المستعجلة والمجتزئة وغير المنهجية أو حتى الدقيقة، يجب أن يقف صاحب القرار موقف المدافع عن المصلحة مهما كلفه الثمن، وبعد أن يحسن الاختيار لمن يريدهم أن يعملوا من إداريين أو أجهزة فنية أو حتى لاعبين ألا يجعل قرارهم في أيدي أصحاب الحلول (التيك أوي)، فهو يمكن لهم أن يجروا الآخرين لارتكاب الخطأ لكن ليس بيدهم أن يفرضوه إجباراً وهنا أيضاً مسؤولية أخرى يتحملها صاحب القرار.