2012-11-11 | 07:04 مقالات

لنتعلم كيف نتقبل الخسارة

مشاركة الخبر      

ربما نتعلم أنه ليس لزاماً علينا الفوز لأننا فقط نتمنى الفوز على وزن ما يقوله الشاعر الغنائي (محدٍ يحب اللي يبي) في أغنية الكبير أبونورة (أبعتذر)، نتعلم بواسطة تهذيب النفس من الداخل وبشكل تدريجي على أن نتقبل الخسارة، وهذا يختلف عن أن نقوم بما يتسبب في الخسارة، وأرى أن أول ما يمكن البعد عنه هو التهويل أو التجييش، وهي حالة استدعاء للأهمية والقيمة ووضعها في مواجهة الآخرين بالذات من ترى أنهم مناوئين أو خصوم، بقصد إجبارهم على الخضوع لحالة العظمة والأهمية التي تود أن تعيشها، ولم تتحقق بعد نتيجة الخوف من الداخل من نهاية مؤسفة، خاصة إذا كانت طبيعة البطولة إقليمية أو قارية والتي معها يستوجب أن تتسيد المشهد ولا يجرؤ أحد أن يدخل معك في حتى حوار، خشية أن تتهمه في ولائه لوطنه وغير ذلك مما يتناوب على استخدامه كل من تتاح له مثل فرصة هذه المشاركات، مع أن نهاية التهويل والتجييش تكون وخيمة. على غير ما اعتادت عليه الأندية السعودية بالذات، فإن أندية عربية وآسيوية أخرى يستعينون على قضاء حوائجهم بالكتمان، وبالتالي فإن قدرة تنفيذ المهمة تكون بدرجة أعلى، لأن المشاركين في المهمة لا تثقل كاهلهم أحمال مسؤوليات ومواجيب، فإن نجحوا فقد أصابوا وحق لهم الاستمتاع بما سيوفره لهم من مردود، وإن خسروا فإن التزاماتهم في حدود طبيعية، هذا الواقع لم يخترعه الأهلي ولا القائمون عليه، ولم تفرضه جماهيره أو يمهد له إعلام مناصر له، ولكن هو صورة من صور تتكرر مع المنتخبات والأندية السعودية التي تتبارى في الضغط على فرقها بمطالبات متنوعة جماهيرية وإدارية وفنية، ومن أجل الوطن والتاريخ وأسباب بعيدة كل البعد عن أن تكون مبرراً لأن نطالب بتحقيق الانتصارات، فلا فريق أو رياضي يدخل في أي منافسة صغيرة أو كبيرة إلا وكان همه وغرضه وهدفه النصر، إنما يحتاج لتحقيق ذلك لمن يعينه لسد ما ينقصه، وهي مهام محددة من اختصاص جهازيه الفني والإداري وكفى. الفوز مثلاً على أولسان الكوري لا يمكن أن يتحقق بتضخيم الذات ومحاربة طواحين الهواء واعتبار أن كل من ليس معي فهو ضدي، كما أنه ما كان سيتحقق لأننا نتمنى أو ندعو أو حضرنا من ديار بعيدة تركنا الأهل والدار وصرفنا الين والدولار، الفوز في منافسة رياضية يتحقق بأمور أخرى لاعلاقة لها في ذلك كله، وهذا ما نفشل في تحقيقه وننجح أحياناً، لكن عيبنا أننا عندما ننجح ننسى لماذا وكيف نجحنا، ونعيد ارتكاب خطئنا بأننا في الأصل لا نهزم وأن فرقنا هم (الصقور أو العميد والزعيم و العالمي والراقي) وغير ذلك، نفوت على نفسنا فرصة أن نتعلم لماذا فزنا تماماً كما عجزنا أن نتعلم بعد إنه ليس لزاماً علينا أن نفوز وإنما بين الحالتين هناك عمل يجب أن نقوم به حتى تتكاثر وتكثر انتصاراتنا وتضيق وتقل خساراتنا، وأن تكون الحالتان في حدود أن الوطن يجب أن نحفظه في الفوز وعند الخسارة. حالة التصالح مع النفس ومع الآخرين مهمة لتداخل جزر الرياضة في بعضها البعض لتشكيل أرض واحدة صلبة ينطلق من خلالها الجميع للعمل والبناء دون حسابات الربح والخسارة الوقتية أو الشخصية، نتعلم خلال هذه العملية وبقلوب مطمئنة صافية أن الهزيمة والنصر في الرياضة إنما هي وسيلة لتحقيق غاية.