قراءة سريعة في الترتيب
أمام الأهلي فرصة للتعامل مع مباريات الدوري بأكثر من طريقة وشكل، فهو حتى الآن لعب أقل من جميع الفرق، ورغم ذلك لا تفصله نقاط كثيرة عن المجموعة الأولى التي تضم الفتح والهلال والشباب والنصر الذي يمتلك 20 نقطة من 11 مباراة، فيما يملك الأهلي 11 نقطة من 7 مباريات أي إن في يده 15 نقطة إذا خسر منها حتى 5 بتعادلين وهزيمة سيدخل المجموعة الأولى التي يرشح لدخولها الاتحاد في واحدة من جولات الدوري المقبلة، فهو يملك 16 نقطة من 15 مباريات وفي رصيده 6 نقاط مؤجلة مرشح لكسب أربع منها ليصبح 20 نقطة عندها سيعود الفتح تدريجيّاً للخلف ويصعد الهلال فالأهلي والشباب والاتحاد. الدوري له حركة طبيعية لا يمكن مخالفتها أو الوقوف في وجهها، وما يتم من قراءة فنية لمجريات الدوري هي للاستهلاك الجماهيري، وربّما يعزّ على البعض أن يعود الفتح للخلف أكثر من مرتبة، لكن أيضاً من كان يتخيل أن يصعد ليس للمجموعة الأولى، بل وعلى رأس الترتيب لأن حسابات الدوري لا تجيز ذلك مهما كان المبرر. صحيح لا يمكن الإنكار على الفتح طموحه ولا يمكن تجاهل ما يقدمه، بل إننا جميعنا قلنا ومازلنا نقول إن الفتح يقدم عطاءات غير مسبوقة، وهو يحصد النقاط ولا تمنح له من أحد، لكن حتى لا نذهب به بعيداً إلى مناطق ربّما لا يقوى عليها، لابدّ من القول إن الدوري سينتهي دون أن يكون الفتح البطل مهما كان الأمر. الشباب الوحيد من بين الفرق المرشحة لنيل البطولة يلام على ما قدمه خلال 12 مباراة، فاز في 7 وتعادل في 2 وخسر في ثلاث منها بعد أن أنهى الدوري الماضي دون أيّ خسارة، وإن لم ينتزع الدوري بفارق كبير من النقاط، ومن ذلك فلابدّ لمسيّري الفريق الشبابي من إنهاء هذا التفريط المبالغ فيه وتغيير الحالة الفنية التي يعيشها الفريق بحيث ينشط ويتجدد وتعود حيويته من خلال إحداث شيء ما في تدريباته وتكتيكاته والعمل على إخراج بعض لاعبيه من أجواء اللامبالاة أو الإحباط إن وجدا. الأهلي من جديد هو الرابح الأكبر من فرق الدوري حتى الآن، فالمشهد أمامه واضح، وبنك النقاط يمكن له أن يعيد له نقاط ويمنحه أخرى ويحفظ له توازنه من خلال نتائج منافسيه لكن بشرط أن يكون قد أخذ ما سيواجه من ضغط نفسي وبدني بسبب مباريات المؤجلة في الحسبان ووضع لها الخطة التي تجعلها في صالحه بدلاً من أن تكون عبئاً ثقيلاً لا يمكن له أن يتحمله.. وعادة يتم تجاوز مثل ذلك باللعب بعدد كبير من اللاعبين توزع عليهم دقائق المباريات الخمس ثم أيضاً جعل اللاعبين يدخلون في أجواء المباريات جميعها على أنّها مباريات واجبة واستحقاق لابدّ من الوفاء به دفعة واحدة دون فرز، أن هذه مباراة مجدولة وتلك مؤجلة وما إلى ذلك من الحسابات التي تجعل حملها أثقل. منذ بداية الدوري قلنا إن الدوري لا ينتهي بخسارة أو فوز، بل يتحقق بأكثر نقاط وإن كانت قليلة وإنه يحتاج إلى كثيرٍ من الصبر على المشقة في الأداء أكثر من البحث عن مبررات الخسارة، وإنه لا مجال أن تكون الفرق كبعضها تماماً.. هناك فوارق ولابدّ لهذه الفوارق أن تلعب دورها في وضع الفريق في المجموعة الأولى المنافسة أو الوسط الدافئة أو الأخيرة التي تتصارع على البقاء؛ وإن التنافس سيكون محصوراً بين فرق كلّ مجموعة، ولا يمكن أن تتداخل هذه الفرق، فهي متباعدة، يمكن أن يصبح الرابع الأول، لكن لا يمكن للخامس أن يهبط، ولا للعاشر أن يحقق الدوري.