لو فعلها الفتح
ماذا سنقول جميعنا لو حقق الفتح بطولة الدوري أقصد ماذا سنقول عن ما قلناه عندما بدأت المحاولة تأخذ شكلا جادا و حينها قال جميعنا إن الفتح لن يذهب بعيداً؟ أيضاً لا زال البعض منا متمسك بهذا الرأي فيما بدأ آخرون يتنازلون واحدا تلو الآخر ويرون أن الفتح يمكن له أن يفعلها. في كثير من الدوريات حول العالم لا تحدث مفاجآت كهذه إلا نادراً فالدوري بطبيعته يختلف عن المسابقات الأخرى وبالتالي فإن متطلباته أيضا لا يستطيع الوفاء بها إلا من يملك مقومات في الجانب الفني بشقيه العناصري والخططي والجماهيري الذي ينتج عنه قوة مالية وإعلامية وهي متجمعة تعينه على التنافس على الحصول على بطولة الدوري وبالطبع لا تضمنه له فما بالك حين يفتقد الفتح – مثلاً – لكل هذه العناصر بالمقارنة بنصف فرق الدوري. إذاً نحن أمام تجربة فريدة لم يكن لها مثيل في منافساتنا منذ أن بدأت تأخذ شكل التنافس (النقطي) حيث لم يحصل على بطولتها سوى ستة فرق من بين أكثر من 20 فريقاً مرواً على هذه البطولة والفتح فيما لو حصل على بطولة هذا العام سيكون مختلفاً عن الفرق التي حصلت على هذه البطولة وهي الهلال والأهلي والاتحاد والنصر والاتفاق والشباب وذلك بالعودة إلى تاريخ مشاركاته وما أنجزه على هذا الصعيد. ومن ذلك فهل ما سيحدث إن حدث يعد أمراً إيجابياً يمكن أن يدخل في تنوع وتعدد الفرق الحاصلة على البطولات بما ينعكس إيجابا على هذا الفريق وغيره من الفرق التي في وزنه وبالتالي فإن توسع دائرة البطولات يخلق لاعبين وسوقا وتعزيزا للبنية الفنية للكرة بشكل عام. وإذا كان ذلك غير مؤكد حيث يمكن أن تكون مغامرة لا تتكرر وتصل إلى ما هو أبعد من ذلك سوءا بحيث يكون بطل دوري هذا العام واحدا من المتصارعين على البقاء الموسم الذي يليه نتيجة استنفاده كامل طاقته وهبوب رياح التغيير العاصفة نتيجة فتح الأبواب والشبابيك للتجاذبات الفتحاوية أو صراعات الأندية الأخرى حول لاعبيه وجهازه الفني فكيف يمكن بين هاتين الحالتين أن يقف الفتحاويون موقف المستعد للدفاع عن مكتسباتهم وحمايتها من داخل ناديهم وخارجه. إن حصل الفتح على بطولة الدوري فما قيمة ما يقوله النقاد والمحللون الكرويون الذين ظلوا متمسكين بأن الدوري لا يحققه إلا الفرق التي تملك البدلاء والجماهير والمال والإعلام والنفوذ ولماذا فقط الفتح استطاع أن يسفه بهذه الرؤية ولماذا صبرت بعض الجماهير على بعض الفرق المصنفة بالكبيرة أو حتى الوسط سنوات طوال لتحقق الدوري محتمية بهذه الحجة التي ثبت بطلانها أو أنها قد تبطل. والسؤال هل دوري هذا الموسم كان قوياً أم ضعيفاً وما مقاييس الضعف والقوة هل بعدد المتنافسين على تحقيق البطولة والمتصارعين من أجل البقاء أم بإحصائية عدد الأهداف والحضور الجماهيري وإيراداته أم الزمن الفعلي للعب وما شاكلها مما يدخل في اللعبة ومقوماتها وهل برضى الناقد والمحلل والمسؤول عما يحققه فريقه وما يتحقق للفرق التي لا تجد لديه قبولا فيصبح هذا الحكم أسيرا للحالة النفسية والمزاجية ورسائل يوجهها مرة إلى جماهير وأخرى إلى لجان واتحاد وإعلام وجماهير أخرى يرد من خلالها ويبرر يمتدح أو ينتقص.