الواقع دون عواطف
سندخل التصفيات التمهيدية لكأس أمم آسيا بعد أيام، وسنرتكب خطأ كل مرة إذا ما اعتبرنا أن تجاوز هذه التصفيات إنما هو تحصيل حاصل، بالطبع لا أحد يقول ذلك بشكل واضح إلا أن كل ما نفعله يشير إليه بل ويكشفه بوضوح، هذا السلوك هو ما يتسبب في الشحن السلبي الذي يولد خيبة ومرارة عند الخسارة. في كل القارات لاتوجد منتخبات كثيرة تحقق كأس بطولتها ما يعني صعوبة تلك المنافسات واحتدامها وعدم اكتمال عناصر التفوق في كل المنتخبات، كذلك أيضاً فإن المنتخبات جميعها لا تسجل تاريخاً ناصعاً على الدوام لكنها تخضع لتقلبات الزمن وهي رهينة لما يجود به من مواهب ونجوم وكؤوس. في كأس أمم أوروبا ألمانيا وإسبانيا فقط حازتا على ثلاث بطولات، ألمانيا في 72ـ 80ـ86م وإسبانيا في 64ـ2008ـ2010م، لا حظوا ألمانيا توقفت في منتصف الثمانينات وإسبانيا ظلت من 64 حتى 2008م دون بطولة، أما فرنسا فقد حققت هذه الكأس مرتين 84 – 2000م بينما حصلت على بطولة واحدة كل من إيطاليا وهولندا واليونان والتشيك وروسيا، ذلك كله لم يجعل ألمانيا أو فرنسا وإيطاليا لا يحصلوا على كأس العالم وسط إخفاقات كأس أمم أوروبا كما هو الحال أيضاً في إفريقيا التي سيطرت مصر على سبع من كؤوسها 57ـ 59ـ 86 ـ98 ـ2006 ـ2008 – 2010م وهي سيطرة نموذجية غطت عقود المنافسات من الخمسينيات مروراً بالثمانينات وحتى الألفية الثالثة، مع ملاحظة أن كأس أمم إفريقيا تقام كل عامين وليس أربعة أعوام كما هو حال آسيا وأوروبا، لكنها كانت تنتكس في كل محاولات التأهل للمونديال منذ مونديال إيطاليا 90م، ولم تحصل تونس والجزائر والمغرب إلا على بطولة واحدة لكل منهم كذلك نيجيريا حصلت على بطولتين، كل هذه المنتخبات لها سمعتها وصيتها الكروي العالمي، وربما كان يعتقد البعض منا دائماً أن هذه المنتخبات تنام وفي أحضانها كل بطولة كأس، أحياناً جهلاً بالمعلومة أو فئة تريد ذلك حتى لا يحرمهم من جلد الذات على غياب منتخبنا السعودي عن إحراز كأس القارة كل هذه السنين منذ آخر مرة 96م. نعم سنظل نحاول ونمني النفس بالعودة وبالمنافسة الجادة، وسنعمل سوياً على تهيئة الظروف المساعدة، لكن لن ننسى أن اليابان تملك أربع كؤوس فقط حصلت عليها 92 – 2000 ـ2004 – 2011م بينما يليها منتخبنا السعودي 84 ـ88 – 96م يشاركه الإيراني 68 – 72 – 76م وإن لذلك دلالته وأهميته، فيما لم تحصل كوريا سوى على كأسين 56ـ 66م، ذلك كله أيضاً لم يمنع السعودية واليابان وكوريا وإيران من الوصول إلى نهائيات المونديال وليس بالطبع الظفر بكأسها كما هو حال المنتخبات الأوروبية، وهذا طبيعي للفارق في الوزن الكروي بين القارتين. أختم القول ألا يجب أن يكون ذلك مبرراً للتعامل بهدوء وروية مع الأمور نرجو ذلك.