الأهم حل اتحاد الكرة؟
المواجهات التي جمعت المنتخب السعودي ونظيرة الصيني بلغت (14) مواجهة وهي متعددة الأغراض فمنها ما جاء في أطار تصفيات كأس العالم وأخرى أولمبية كذلك تصفيات آسيوية ومباراتين وديتين كما عليه حال مباراة اليوم في الدمام وسجل لاعبو المنتخب السعودي خلال المواجهات الأربع عشرة (16) هدفاً واعتلى صدارة الهدافين فيلسوف الكرة يوسف الثنيان برصيد ثلاثة أهداف. بدأت علاقتنا الكروية بالصين بهزيمة ثقيلة في الصين (2ـ4) يومها كنا نحاول من جديد التأهل للمونديال بعد أن تجاوزنا التصفيات التمهيدية في الرياض سنة 1981م بعناصر كروية نوعية من حيث الأسلوب والموهبة أظهرت تمرساً وقدرة تختلف عما كان يظهر عليه المنتخب في تشكيلات عناصرية سابقة فقد كان المنتخب يضم صالح النعيمة ويوسف خميس وماجد عبدالله وأمين دابو وفهد المصيبيح وزملاء آخرين يحملون خصائص فنية وسمات مختلفة قابلة للتطور ويمكن لها ان تفرض نفسها على خريطة التنافس مع نظرائها إقليمياً وقارياً إلا أن نظام التصفيات النهائية اضطر المنتخب للعب بطريقة الذهاب والإياب مما كشف للمراقبين أن تجربة المنتخب لا زالت رخوة وفي حاجة إلى الكثير مما يجعله اشد عوداً وعكس ذلك نتائج من بينها هذه الهزيمة من الصين 2ـ4 بالرغم من تقدم المنتخب السعودي بالتسجيل حيث بدأت بتذاكي البرازيلي مدرب المنتخب السيد مانيلي حين حاول خداع الصين بتغيير أرقام قمصان اللاعبين لإرباك خطط الرقابة وهي لا شك ستعد حيلة ساذجة لو أقدم عليها أحد اليوم.. كذلك تلقى المنتخب هزيمة ثقيلة على أرضه من نيوزلندا بلغت خمسة أهداف دون مقابل ودارت حولها شبهات التلاعب بالنتائج لدواع سياسية لكن ذلك ظل كلاما لا يرتقي إلى درجة الإدانة القائمة على الأدلة الدامغة. اليوم قد يكون الوضع مختلفا ولكن ليس جداً فمن جانب المنتخب السعودي فهو يمر بمرحلة ارتباك وهي أسوأ من المرحلة الانتقالية مثلاً إذ أن الارتباك إنما يعني أنك في حال العاجز عن التعريف بنفسك بشكل متطابق مع ماهو صحيح فقد ترى أنك ضعيف هزيل وأنت غير ذلك أو قوي قادر وهو غير صحيح من ذلك فإن الخطوات للأمام وللخلف ثم للأمام تنتهي بتوهان للمقيم وضياع لصاحب القرار تماماً مثل بعض الحالات المرضية غير المستقرة أو المحددة الأعراض أو زمن الشعور بآثارها وذلك كله بكل تأكيد لا يعني أنك في حالة جيدة ولكن ليس بالضرورة شديد المرض. إذا انتهى جدلنا الفني ما إذا كان المنتخب هو نتاج أصلح مافي المنافسات المحلية على صعيد اختيار العناصر أو أنه جيل كروي جديد صغير السن يمكن له التدرج لتتحقق أهداف لها زمن محدد فإن كثيرا من التقدم والتغيير سيطرأ على أداء ونتائج المنتخب ولا أظن أن مسئولية تحديد أي الخيارين أصلح تختص بها أي جهة عدا اتحاد الكرة فهو صاحب الحل مهما حاول البعض إلصاق ذلك بغيره..