حكام النهائي كلام نهائي
أنا مع إسناد مهمة إدارة نهائي كأس ولي العهد الذي يجمع النصر والهلال إلى طاقم تحكيم محلي دون شروط من الطرفين سواء طرف الحكام أو الطرف الآخر الذي يجمع الناديين بجماهيرهما وإعلامهما والجماهير والإعلام بشكل عام. الحكم المحلي يتمتع بمواصفات أي حكم وفي من يمارسون هذا العمل كفاءات عالية المستوى وأخرى جيدة أو متوسطة وعادية وضعيفة وأخرى يجب أن تغادر هذا المجال وذلك كله ينطبق على كل المجالات ولا يختص بحكام المنافسات الرياضية فقط. ما قصدته في الشروط المرفوضة هي أن يطلب الناديان وجماهيرهما ومن ورائهما من الإعلاميين أن يرضوا عن أداء وقرارات طاقم التحكيم مسبقاً أي أن الطرفين يفترض أن يكونا راضيين عما سيأخذه في حينها الحكم ومساعدوه من قرارات قانونية وإدارية وهذا غير ممكن لأن لا أحد يعلم ما سوف تكون عليه أحداث وظروف المباراة التي عادة تكون إدارة المباراة انعكاساً لها كما أنه لا يمكن لأحد الطرفين أن يكون راضياً عن القرارات التي ستتخذ ضده الخاطئة أو التقديرية غير الموفقة أو حتى الصائبة 100 % وهذا طبيعي. في الجانب الآخر لا يمكن للحكام المحليين أن يشترطوا أن يتحمل الناديان أخطاءهم إن حدثت وأن لا يتوجسان قبل بدء المباراة من أن يكون أحدهما أو كلاهما ضحية هذه الأخطاء أو التقديرات غير الموفقة لأن ذلك من أبسط حقوق أي متنافس أن يبحث عن العدالة والكفاءة وعلى الحكم حينها أن يقدر الأمر على أنه كذلك لا أكثر. إن دعم الحكم المحلي ليس وقفاً على إدارته لنهائي مهما حاول البعض لأن دعم الحكم له أوجه كثيرة قد يكون هذا من بينها بتكليفه إدارتها وأحياناً أخرى بعدم تكليفه وهذه التقديرات هي مسؤولية اللجنة الرئيسية للحكام فإذا رأت وقتئذ أنه من الأصوب والخير لحكامها إدارة مثل هذه المباريات تعلن ذلك مع استعدادها لتحمل تبعاته وهذه التبعات لا يجب أن تكون بالدخول في حوارات كلامية تعقب كارثة تحكيمية من أجل إنقاذ نفسها أو الحكام التابعين لها لأن ذلك لم يعد أمراً صعباً إنما بصدقها مع نفسها حين اتخاذ القرار. إن إدارة حكامنا المحليين لمباريات نهائية في بطولات إقليمية أو محلية لدول أخرى تدل على أنهم من بين الحكام الأكفاء في المنطقة والقارة وتدل أيضاً أن الاستعانة بهم في النهائيات المحلية للدول الأخرى هو نفس السبب الذي يجعلنا نتخذ ذات الخطوة وأنهم أخذوا مكان حكام تلك الدول ومثل هذا الإجراء طبيعي ويحدث في كل البلدان ليس فيه التقليل من شأن الحكم المحلي ولكن لأسباب احترازية يتم العمل بها في كل دولة ولا أعتقد أن حكامنا يرضون على غيرهم ما لا يرضون على أنفسهم. أكثر ما يهم الجماهير قبل أن تقوم بالقراءة الفنية المستقبلية لمباراة هامة كما عليه نهائي الهلال والنصر المقبل أن لا تتدخل قرارات طاقم التحكيم في تغيير مسار المباراة فنياً أو نتائجياً لذلك فهم دائماً حين يحيلون المباراة لحكام أجانب أو غير محليين على نحو أدق إنما بقصد إبعاد هذا الهاجس ليس حدوث الأخطاء لأنها ستحدث لا محالة وإن كانت بنسب متفاوتة ولكن حتى لا تكون ذات الأخطاء التي عرفوا أن هذا الحكم أو ذاك دائماً ما يرتكبها لطبيعة شخصيته أو طريقة إدارته كما لا يخلو الأمر من هاجس الميول الذي يخيم على المشهد الرياضي برمته. إذا رغب اتحاد الكرة أن يدير طاقم محلي المباراة النهائية فليفعل بشجاعة لا بعناد وإذا أراد أن يسندها لطاقم غير محلي فلن يكون ارتكب خطأ، أما حكامنا الأعزاء الذين يرون أن ثمرة غرسهم يقطفها غيرهم فيجب أن لا يكون ذلك المبرر الوحيد لطلبهم إدارة مثل هذه المباريات لأنه غير مقنع.