صحافة ميول مشحونة
يقول تقرير نشر على الإنترنت إن الصحافة الإسبانية الرياضية تشعر بالإرهاق، وذلك لأنها استنزفت نفسها أو تسببت المواجهات الكروية ذات الوزن الثقيل مثل كلاسيكو الريال والبرشا في استنزافها، وهي الآن في حالة هدوء، وفي حاجة لإعادة شحن، وإن أفضل شحن يمكن أن تحصل عليه هو أيضاً من الكلاسيكو المقبل. وفي صحف إسبانية مثل ماركا وأس والسبورت ومندو وغيرها لعبت التسريبات والتصريحات والشكاوى دوراً كبيراً في توتير أجواء المنافسات وقلق المتنافسين، حيث تعتمد هذه الصحافة عند المواجهات الكبرى على شنّ الهجوم على الحكام قبل المباريات، وعرض المقالات التي ترفع من شأن بعض النجوم، وأخرى لاذعة لمنافسيهم، ويكاد المراقب لا يخطئ في تحديد أهداف هذه الصحيفة واتجاهات ذلك الكاتب، لكن الأمر لا يبدو سيئاً كما يصف ذلك أحد العاملين الكبار في أحد الأندية الإسبانية، حيث يرى أنه جزء مهمّ في جعل المباريات والنجوم والأندية تأخذ مثل ذلك الاهتمام أو التعاطف في كل صحف العالم بما فيها السياسية، بل إنها الأكثر انفضاحاً بإماطة اللثام عن انحيازها لهذا الحزب أو ذاك السياسي وتلك السياسات. في إيطاليا وعند ذكر صحيفة (توتو سبورت) التي تصدر من مدينة تورينو توصف دون تردد بالمقربة من يوفنتوس كذلك صحف أخرى مثل لاجازيتا دبلوسبورت أو كوريري سبورت، فإن الأمر لا يخلو من إشارة ملازمة أو متقطعة لاهتمامها بنادٍ معيّن، كذلك الأمر في صحف بريطانية وبرتغالية وبلدان أخرى من العالم، واختلافنا معهم فقط في أن ميل الصحيفة لنادٍ دون غيره يسجل في لائحة الاتهام ولا يتم ذكره كمعلومة. محليّاً لدينا أكثر من ديربي وكلاسيكو، وتملك الجماهير قوائم سوداء وبيضاء لمحررين وكتّاب وصحف تم تصنيفهم في خانة الأصدقاء أو الأعداء، لكن لا الصحفي ولا الصحيفة قد اعترف أيٌّ منهما بأنه يميل إلى نادٍ معيّن، وكلُّ ما نقرأه ونسمعه هو أن هذا النادي أجبرنا بإنجازاته وشعبيته على إعطائه هذا الاهتمام والمساحة، وأنه لو فعل غيره كما فعل للقي نفس المعاملة، والقضية هنا ليست بمثل هذا التسطيح، فلا أعتقد أنه لزاماً على الصحيفة أن تهتم بكل الأندية سواسية وغير صحيح إنما لا تميل لنادٍ معيّن تميزه عن غيره حتى لو لم يحقق شيئاً. المساواة ليست عدلاً ولا يمكن أن يتحول العمل الصحفي إلى حصص توزع على الكل لكنه عمل يستفزه ما يستحق أن يكتب عنه ويسلط عليه الضوء مدحاً أو ذماً، وتبقى بعض مساحة للنقد الموضوعي الذي على أنه بيت القصيد إلا أنه لا يعتمد عليه في الترويج لبضاعة شعبية، وبسبب هذه المفاهيم الواقعية وليست بالطبع الصحيحة فإن الصحافة في السعودية مثلاً تهمل أكثر من 120 ناديّاً لا تأتي على ذكرهم ربّما لسنوات، وبعضها في حاجة إلى معجزة حتى يتم وضعه على خارطة الاهتمام. مازلنا لا نحتاج إلى شحن، نحن نعمل ببطاريات موصولة بالكهرباء على الدوام لذلك فاللقاء الكروي الذي سيجمع الغريمين الهلال والنصر على نهائي كأس ولي العهد لن تغمض للمتابعين للصحافة عين، وهم يطالعون كلَّ صغيرةٍ وكبيرة فيها ومهمةٍ وغير مهمة ومستفزةٍ ومثيرةٍ ومدسوسةٍ ومدفوعة، وسيعلن عن الصحف والكتّاب المناوبين الذين سيواصلون المسيرة إذا ما فاز من يميلون إليه وهكذا دواليك. .. للموضوع بقية،،،