2013-02-19 | 07:18 مقالات

المحللون ومعجزة الفتح

مشاركة الخبر      

الكلّ يمكن له أن يعطي رأيّاً فنيّاً، المهم أن يتقبل رأي الآخرين في رأيه إذ إن الفهم الفني حالة تختلف عن إمكانية إعطاء الرأي الذي لا قيود عليه وحمّال أوجه. تجلس مع عشاق للعبة كرة القدم أو تسمع وتقرأ لمحللين من فئة الإعلاميين أو الممارسين للعبة أو حتى مدربين، فلا تجد فرقاً جوهريّاً فيما يطرح أو يقال اللهم إلا في بعض مصطلحات فنية أو قدرة على إعطاء أهمية للقراءات والوصف من خلال استخدام بعض العبارات والإيماءات بالجسم والعدّ على أصابع اليد. (أمس) وبين شوطي مباراة النصر والاتفاق قال أحد محللي إذاعات الـF.M: إن مدرب النصر سوف يبقي على غالب، وأنه سيستخدمه في الطرف، إضافة إلى البديل الزيلعي، إلا أنه فوجئ وهو يتحدث بإخراج غالب، فأعاد مجدداً ليصيغ الفكرة بحيث تتناسب مع ما تم وليس مع ما يجب أن يتم بحسب ما كان يرى كذلك، فقد سفّه مدرب الشباب ميشيل برودوم بملاحظات المحللين الذين كانوا يرون أنه كان عليه أن يلعب برأسي حربة تيجالي ومهند عسيري، لكنه لعب فقط بتيجالي واختار وقتاً آخر لإشراك مهند فكسب المباراة بهذا الأسلوب، ووصف في مؤتمره الصحفي بأن اللعب برأسي حربة منذ بداية المباراة أمام الهلال هو انتحار، وكان هذا ما طلبه المحللون. الفكرة هنا أن الوصف والتحليل ليس قواعد ثابتة يمكن تطبيقها أو خطط سير لابد من اتباعها أو حكم من الحمق مخالفتها، لكنهما كلام يذهب ويأتي، يصيب ويخطئ بعضه نتيجة قدرة على القراءة والتحليل، وبعضه الآخر كلام إنشائي معتاد يمكن تمريره وتطويعه على كلّ الحالات، وأحياناً تلعب الصدف في أن يعزز هذا الكلام أو مرات تسقطه، بحيث لا معنى له وما يمكن أن يحسب على من امتهنوا هذه الوظيفة هو مسايرتهم أحياناً لبعض المخاوف من ملاحظات الغير عليهم، سواء ما يتم اعتباره تقليلاً من شأن هذا الفريق أو ذلك اللاعب أو عكس ذلك محاباة ومجاملة كذلك الاندفاع خلف العواطف (الفنية) للمحلل، بحيث يحرص على تقديم رؤيته المتخيلة وليس واقع ما يجب أن يكون عليه الأداء، كذلك ممارسة الفهم أكثر مما يجب من حيث التمسك بالرأي حتى وإن كان خطأً واستدراج من معه أو ملاحقة أمور فنية صغيرة شكليّة على أنها شاهد إثبات على صدق ما ذهب إليه. أكثر ما يحرج المحللين هو طول الوقت المطلوب التحدث فيه، وأرى أن الأمور الفنية لا يمكن أن تأخذ مثل هذا الوقت قبل وبين وبعد المباراة، خاصة إذا توافق فقر فني في المباراة ومثله في الإستديو، وقد يكون من الأفضل لكلّ الأطراف لو تم الاكتفاء بعشر دقائق لا أكثر بعد كل مباراة لتحديد الملاحظات الفنية مع أهمية ترك الفرصة كاملة للاستماع للمؤتمر الصحفي للمدربين بدلاً من القطع عليه للعودة للتّ والعجن، بينما يمكن للمؤتمر الصحفي أن يضيف للمشاهد وحتى للإستديو الكثير من الفائدة أقلها كشف الغموض عن بعض الأمور والإجابة عن بعض الاستفسارات التي تدور أحياناً بين المحللين لعدم امتلاكهم للمعلومة التي يمكن أن يوفرها المؤتمر الصحفي. الشباب والهلال في تساويهما بالنقاط الـ42 أصبح أمر تحقيق الفتح لبطولة الدوري مرهوناً بكسرة حاجز الـ55 نقطة، فيما سيكون من المستحيل على أحدهما -الشباب والهلال- تحقيق جميع نقاط مبارياتهما المقبلة الـ"15 نقطة" للوصول إلى 57 مما يعني أن معجزة الفتح في طريقها للتحقق.