نهائي أول..الكرة السعودية من جديد؟
البعض يرى أن القياس الفني يسقط في مثل المواجهات بين المتنافسين التقليديين أو في المباريات النهائية، وقد نشأت ثقافة فنية شاعت بين الكثيرين بأن مثل المواجهات التي تجمع المتنافسين ومنها على سبيل المثال ما يجمع الليلة النصر بالهلال لا يخضع لمقاييس فنية، وأنها لأخرى تتمثل في النفسية وأشياء تتعلق بالسجل التاريخي للمواجهات ومؤثرات من خارج الملعب.. كل هذه تتحكم في النتيجة التي ستؤول لها المباراة وأنها مرات كثيرة تكون للفريق الأفضل إعداداً نفسياً أو صاحب القلب القوي. مثل ذلك ليس خطأً لكنه ليس صحيحاً بالمطلق أن إغفال الجانب التاريخي والنفسي أو ما قد يؤثر على سير المباراة من خارجها مثل القرارات الإدارية مهم، ولكن في حال تساوي أو شبه تساوي في القوة الفنية والعناصرية في الفريقين إما بعدم وجود هذا التكافؤ فإن الغلبة للطرف الذي يملك القوة الفنية ولن تلعب عناصر التاريخ والمؤثرات والنفسية ذلك الدور الذي يفرض تغيير ما يجري داخل الملعب إلا على نحو ضعيف وغير دائم. في تاريخ مواجهات الفريقين ظهرت أفضلية أحدهما على الآخر بنسبة قليلة أو حتى كثيرة في حقب زمنية، شكلت القوة الفنية والعناصرية دوراً مهماً في فرض الأفضلية لأحدهما، والكل يتذكر خلال محطات زمنية مضت منذ الستينيات الميلادية وحتى هذا العام أن الفريقين يتبادلان فرص التفوق عندما كان يتوفر لأحدهما ما لا يتوفر عند الآخر، مرحلة أبناء الجوهر والدنيني والعبدلي والتركي تختلف عن غير ما قبلها مرحلة مبارك عبدالكريم والديلي وابن مناحي.. وعندما تقاربت القوة الفنية والعناصرية كان وجود هدافين من طراز ماجد عبدالله وعبدربه ودرويش ومحيسن ترجح الكفة النصراوية أكثر، وحين تغيّرت الخارطة في الفريقين ونتج عن ذلك بروز عناصر أكثر قدرة، الثنيان والحبشي وسامي والشلهوب إلى ياسر رجحت الكفة للهلال، وهذا على سبيل المثال لا الحصر ومع الأخذ في الاعتبار الميزان الفني للاعب غير السعودي وما أحدثه خلال مراحل لصالح أحدهما على الآخر. الاعتبارات الفنية والعناصرية لا يمكن إغفالها بحجة التنافس التقليدي بين طرفين، فعلى الأغلب هي ترجح الكفة وتبقى أهمية القدرة على التعامل مع النهائيات أو الديربيات سلاحاً يخدم من يحسن التعامل معه، كذلك أحداث اللحظة أثناء سير المباراة تلعب دوراً حقيقياً في رسم السيناريو الفعلي للمباراة، ومبرراً منطقياً لما ستكون عليه النتيجة. قبل نهائي كأس ولي العهد وبحكم التنافس التاريخي بين الفريقين، كان الكثير يعتقد أنه لم تتبق مواجهة بينهما لم تحدث خاصة، وقد التقيا على بطولة المنطقة، وكأس الاتحاد، ثم كأس فيصل، وكأس الملك، وكأس دوري خادم الحرمين، وكأس الأندية العربية؛ ومن ذلك فإن هذه المباراة الفريدة التي أكملت عقد المواجهات المحلية ربّما تجدد تنافسهما لينطلق قطاره وكأنه لم يطو كل تلك العقود الخمسة، وذلك لعله يكون سبباً في إعادة شباب وحيوية الكرة السعودية بشكلٍ عام.