هؤلاء لا يحترمون الآخرين
أحياناً أود لو يتم تحديد طبيعة ما يتم تناوله على لسان مسؤول اتحاد أو نادٍ أو ما يكتبه صحفي أو ناقد أو يقوله ويعرض على شاشة التلفزيون أو يبث عبر أثير الإذاعة، طبيعة هذا الحديث إن كان للاستهلاك الجماهيري مع تحديد أي الجمهور يقصد كذلك إن كان رأياً شخصياً أو تكتيكياً أو مشاغباً أو مناوراً أو مكايداً أو ناقماً حاقداً أو مخادعاً منافقاً أو دعاية للتضليل أو لاستعراض القدرات بما فيها القيمة الاجتماعية، أو أنه يجرب حظه في أن يكون حكيماً أو خفيف ظل أو غير ذلك كله، المهم التحديد لأنه سيبنى عليه درجة الاهتمام أو الاحترام أو الجدية أو عكسهم جميعاً، وبالطبع فإن هذا التحديد لن يكون من طرف المتحدث أو الكاتب أو المغرد، بل هذا ما يجب أن يتم رصده وتحليله من طرف العقلاء من المتلقين والحكم عليه بما يرونه. أسوأ ما في وسطنا هو التجاوز بسرعة عن الأخطاء الجسيمة المتوالية التي يرتكبها البعض وبالتالي هم يعطون إشارة لعدم منح أي قيمة أو أهمية لتصحيح الخطأ ومعاقبة المخطئ، كذلك هم يقرون بذلك بعدم وجود أي فوارق بين الذين يحترمونهم وبين من يهزؤون بهم ويستخفون بعقولهم ومشاعرهم ومن ذلك فإن أعداد الذين يقعون في الخطأ في ازدياد بينما يكاد أصحاب العقول الرزينة والتي تحترم مجتمعها تتجه للانقراض. وإذا قلنا إن ذلك في معظمه يدخل في إطار الرأي الذي يجب ألا يضيق عليه ولا يضيق أحد به وأن ما تراه خطأ قد يكون عند غيرك صواباً، إلا أن ذلك يتعارض مع ما يقع فيه هؤلاء كثيراً، حيث يتصدون أكثر الأمر إلى إثارة قضايا خلافية مستندين على معلومات مغلوطة أو قصد به أن تكون مشوشة للتضليل. هؤلاء مثلاً يرون أن المساحة المتاحة لهم في مختلف المنصات الإعلامية ليس لها ضوابط مهنية وليست لجماهيرها ذاكرة تحتفظ بما يقولونه، هم يراهنون على ذاكرة مثقوبة وعلى مناصرين يرون أن لهم الحق في اعتلاء هذه المنصات بقوة الحرية المطلقة، حتى وإن تجاهلت ضوابطها وسفهت بقيمها، ومن هنا يبدأ تصدير بعض المفاهيم التي لا أصل لها في فهمنا الجمعي للرياضة ولا لدورها ولا لما يجب أن تكون عليه ولا بما يتوافق مع منطقنا الاجتماعي شئناً أم أبينا.. وآخرون يستخدمون هذه المنصات للإعلان عن ذواتهم إما بآراء شاذة أو بمزاعم واهية أو برؤى مستقبلية لا تتحقق، كل هؤلاء يرون أن المنصة الإعلامية تمنحهم هذا الحق وإن ذاكرة المجتمع الرياضي المثقوبة لن تمكن أحد من محاسبتهم أو مساءلتهم. مازلت أود تحقيق أمنية رصد كل ما ينشر ويعلن عبر الفضائيات وينشر في المواقع والصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لكل الضالعين في العمل الرياضي والإعلامي خاصة أصحاب (العنتريات) بكل أصنافها ويتم مع نهاية كل موسم مطابقة ذلك مع واقع ما تم وتحقق، حتى يأخذ كل منهم نصيبه من الاحترام أو وضعه في المكان الذي يتناسب مع واقعه الذي يستحقه فعلاً وليس الذي يحاول فرضه لنفسه بقوة الظهور والانتشار.