2013-04-01 | 07:40 مقالات

في المؤامرة والخلاف والاختلاف

مشاركة الخبر      

القصص التي تحاك حول كل فعل أكثر أثراً وتأثيراً من الفعل نفسه، هذا يحدث في كل شيء ويبقى لقوة رد الفعل دور في جعل ما يحدث في الوسط الرياضي وكأنه دون غيره بشع ولا يمكن احتماله. في السياسة مؤامرات يحيكها طرف ضد آخر أو آخرين تتطلب فعلا وفاعلا وضحايا ومن ثم ردود فعل وهي تتجمل بأهمية السيادة الوطنية ورموز الحكومات لتبعد عنها صفة العبث بدبلوماسية ضرورات السياسة. في الرياضة حيث الفعل المفعم بالحيوية والمصالح الشخصية والعاطفة التي تقود بها الجموع يمكن للواحد العادي أن يستقطب الاهتمام ويصبح رمزاً لكن هذه الجماهيرية رخوة يمكن لها أن تتزعزع عند أقل الأخطاء التي ترتكبها هذه الشخصية وأعظمها تغييراً لغة الخطاب والفعل التي أسر بهما هذه الجموع حتى ولو كان خطأ ندم عليه ويريد تصحيحه. الكاريزما أو الشخصية ذات السمات الجاذبة تلعب دوراً في الاستثارة الأولى، لكنها إذا لم تُحط بفعل حقيقي تفقد تأثيرها وتنتقل إلى رمزية يتم استخدامها دون إرادتها أو حتى استئذانها، رمزية شكلية لا يؤمن بها بقدر ما تستغل لتنفيذ أفكار والقيام بأفعال لا دخل لها فيها أو حتى لا يريدها لكنه يعجز عن إيقافها أو انتقادها حتى لا يخسر من يعتقد أنهم مريدون وأتباع. في الرياضة شخوص كثر ينطبق عليهم ذلك التوصيف، وعلى مدار التاريخ الرياضي برزت هذه النماذج منها من كان شخصاً فاعلا ومؤثرا حقيقيا ورمزا هو من يؤثر ويقود ويستطيع أن يسوّق لأي فكرة أو رأي، وظلت تلك حتى يومنا هذا وأقصد الأفكار والآراء حاضرة ليست في الأذهان وحسب ولكن حتى في تأثيرها على الأحداث، بينما طمرت السنون أسماء كثيرة كانت عبارة عن قياديين لم يتجاوزوا سطح العاطفة ولم يخترقوا شغاف الأفئدة، بل كانوا يطنون حول الرؤوس، الأخطاء حولتهم من مؤثرين إلى جسور يصل من خلالها البعض إلى أهدافه ويحقق مراده، البعض منهم اكتشف ذلك والبعض ظل لا يعتقد أنه كذلك. في الاختلاف بين العاملين بشكل مباشر أو غير مباشر في الشأن الرياضي رحمة، كما هو حال الاختلاف فيما هو أعظم منه، لكن الخلاف هو من يحاول أن يضع القواطع بين هؤلاء ويعزلهم في جزر، وما يجب علينا فهمه أن ذلك لن يكون هو الحل ولن يظل حالنا كذلك، وأن التعايش في الوسط على قاعدة الحد الأدنى من الاحترام والتعامل بقواعد متفق عليها هو الذي يمكن له أن يجعلنا نعمل سوياً ويحقق كل منا أهدافه ومصالحه بالطريقة التي يراها دون أن تكون بالضرورة متعارضة ومتضادة مع مصالح وأهداف غيرنا.