2013-04-24 | 08:29 مقالات

العابد وشباب التحلية

مشاركة الخبر      

منذ سنوات لم يظهر في الكرة السعودية لاعب سعودي بمواصفات نجم. لحسن حظنا هذا الموسم ظهر نواف العابد بشكل لافت ليبعث الأمل في نفوسنا المتشائمة ويجعلنا نحلم بعودة الكرة السعودية من جديد للإنجازات. ما يميز نواف عن بقية اللاعبين الذين برزوا هذا الموسم هو أن نواف قادر على ترجيح كفة فريقه في أي مباراة حتى لو لم يكن الفريق في يومه. مهارة نواف الفردية وقدرته على التسديد المتقن من خارج المنطقة وداخلها وذكاؤه الفطري جعلته اللاعب الأبرز على الساحة السعودية. موهبة نواف مثلها مثل أي موهبة أخرى يمكن أن تتآكل وتذبل إذا لم يوازيها وعي بقيمة هذه الموهبة. فالعدو الأول للاعب السعودي هو قلة طموحه. لذلك من النادر أن نجد لاعبا سعوديا حقق إنجازات توازي موهبته. فأكثر المواهب السعودية لا تستفيد من إمكانياتها الاستفادة القصوى والسبب أن اللاعب لا يفكر في الإنجازات ولا يركز على حفر اسمه في ذاكرة الكرة السعودية لأن فكره مشغول بأمور أخرى ليس لها علاقة بكرة القدم. أعرف أن النجاح يحتاج لعمل متواصل وصبر ويحتاج أيضا لقوة إرادة تجعل الإنسان لا ينجرف خلف ملذات الدنيا التي يستمتع بها أشخاص آخرون من خارج الوسط الرياضي ولكنها تدمر مستقبل اللاعب وتهاجم أقوى سلاحين لديه "الحيوية والتركيز". إذا ما أردت يا ولد العابد أن تصبح نجماً فوق العادة فيجب أن تفكر كما يفكر النجوم لا أن تفكر كما يفكر شباب التحلية. إذا ما أردت أن تصبح نجماً أسطورياً تذكرك الأجيال فحافظ على موهبتك وأعطها حقها. أنت موهوب بشكل قد لا تستوعبه أنت، ولكن الإنجازات لا تتحقق بالموهبة وحدها. الخيار الآن خيارك، فإما أن تصبح نجماً فوق العادة، وإما شاباً من شباب التحلية.