2013-07-03 | 17:35 مقالات

كيف سقط الأسبان

مشاركة الخبر      

توقيت تسجيل أهداف البرازيل في الشباك الأسبانية لعب دورا في ترجيح كفة البرازيل مكنها من تسيير المباراة كما تريد حتى النهاية والحصول على كأس القارات للمرة الرابعة. هناك خطط تستهدف تسجيل أهداف في زمن معين من المباراة لكن الذي يحدث أن الهدف يتم تسجيله في ظروف لا علاقة لها بالخطة وحينها يصبح مهماً كيف يمكن استثمار هدف يتم تسجيله في الدقيقة الثانية في مباراة نهائية وأمام فريق مدجج بالأسلحة الفنية المتنوعة وبسجل انتصارات وبطولات لم يجف حبر كتابتها ثم يتم تسجيل الهدف الثاني مع نهاية الشوط الأول والثالث بداية الشوط الثاني. توقيت مثالي للأهداف وهذا له فعله وتأثيره على الفريقين، وله دوره في تغيير موازين القوى وقلبها على الصعيد الفردي والجماعي وكان ذلك واضحاً على الفريق الأسباني الذي لم يستطع أن يتماسك حيث كل ما أراد أن يفيق صعق بتسجيل هدف آخر ثلاث مرات كانت كافية لتفتيت قوته وتحطيم قواه المعنوية. مرات كثيرة كان مثل هذا المشهد يتكرر والكل تختزن ذاكرته بمباريات مشابهة من حيث السيناريو والظروف سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الخارجي لكن هذه (النماذج) من المباريات المثالية للتأكيد على عدم منطقية كرة القدم كان يتم تغييبها في وسائل الإعلام أو من خلال ردود الفعل العاطفية لمسؤولي الفرق أو بعض لاعبيها وجماهيرها ولو لم يكن ذلك لوجدت من يعذر فرق ومنتخبات تعرضت لمذابح لمجرد أنها سقطت طبيعياً لنفس أسباب ما حدث للأسبان. المكابرة عند بعض الجماهير أو مسؤولي الأندية التي تنعكس من خلال مواد عبر الإعلام يتم فيما بعد تسميتها أنها إعلامية مع أن الإعلام نقلها ولم يفعلها هذه المكابرة هي التي تجعل الأخطاء تتكرر والتصحيح يتأخر ويصل الأمر ببعض المنتخبات والأندية إلى الوقوع في حفرة عميقة يصعب الخروج منها مع أنه كان يمكن له تجنب ذلك لو سلم ممن يدعون أنهم نقاد أو محللون فنيون أو قائمون على مصالحه أو جماهير يهمها أمره إذ أن أكثر مصائب هذه المنتخبات والأندية من هؤلاء أو حتى بعضهم. الأسبان مرهقون بدنياً ممكن لكن ليس هذا سبب خروجهم مهزومين في نهائي القارات بثلاثة أهداف دون رد لقد لعب توقيت الأهداف في تجريدهم من أسلحتهم الفنية وحلولهم الفردية وحتى من روحهم المعنوية واستثمر البرازيليون كل ذلك مع التأكيد على أهليتهم وكفاءاتهم، وأقصد هنا البرازيل التي لم يخبُ بعد سحر كرتها ولم ينته سحرتها الكرويون، إلا أن الدروس المستفادة من مثل هذه المباريات كثيرة وفي غير أمر واحد.