2013-07-04 | 22:22 مقالات

ليس دورنا صناعة المنتج الرديء

مشاركة الخبر      

في وقفتين قصيرتين، قال فيلب سكولاري ودل بوسكي رأيهما في المباراة التي جمعت فريقيهما على كأس القارات، كان ذلك مباشرة عبر التلفزيون الناقل ودون أن تشعر أن من يتحدث إلى المشاهدين هما من يقفان على جهازي التدريب لأعظم منتخبين في العالم هما البرازيل وأسبانيا. الكلام الذي قاله الرجلان لم يكن طويلاً بل كان قصيراً جداً، لكنه كان مشحوناً بالمعاني وينطلق من فكرة معينة وصلت للجميع، وخلا من الحشو الذي عادة يكون عبارات شكر وإهداءات أو استعراض عضلات أو شكوى ومظلومية. المشكلة في أننا أعطينا أقل الأطراف حجماً في التأثير على واقع رياضتنا في الأندية والمنتخبات مساحة أكبر منهم بكثير، فكان لابد أن تملأ بالجعجعة والمهاترات والادعاءات، وتخلو من الرسائل القصيرة المفيدة المؤدية إلى شيء ما، والمشكلة أيضاً أننا، وأقصد كإعلام ومجتمع ووسط رياضي فرضنا على أنفسنا هذا السلوك الذي حول الحالة الرياضية إلى ساحة لها أول وليس لها آخر، فضاع وسطها العاملون الأصليون فيها وكثر الوكلاء والمنتدبون عن غيرهم، وصارت لهم الحظوة والحضور بدواعي هذا السلوك الذي رسمناه وثبتناه بل وتبارينا في دعمه وتغذيته. أسماء لشخصيات لاشك أن لها التقدير والاحترام ولكن ليس بالضرورة أن يكون لها حضور على الساحة الرياضية وعبر وسائل الإعلام المهتمة بما يجري في هذه الساحة، ليس بالضرورة أن تستقطب ويكون لها هذا الحضور الذي على أقل تقدير يمكن أن نقول بأنه في غير محله. دل بوسكي الذي هنأ البرازيل ورأى أنها تستحق الكأس بالرغم من الحضور الأسباني في بعض زمن المباراة، وسكولاري اعتبر الفوز بالكأس قادهم إلى 50 % من ما يريدون الوصول بالفريق من مستوى، وانتهت الحفلة فيما قضايا نتناولها أقل ما يقال عنها إنها لا تستحق التوقف عندها، نرى أننا جميعاً نستقطب لها من يخوض فيها (ليلت ويعجن) ويقول فيها وعنها بفهم أو دون فهم ومن ذوي العلاقة ومن لاعلاقة لهم بالأمر. أسماء ووجوه تدعي أن لها صلة بهذا النادي أو ذاك، أو معرفة وقيمة فنية أو إعلامية أو إدارية لمجرد أنها جربت العمل، أو لها ميول لهذا النادي، أو عملت فترة في هذه المجالات، فأجازت لنفسها من خلالنا أن تتسيد المشهد، وأن يكون لها حضور لايتفق مطلقاً لامع قيمتها في الشأن الذي تصدرته ولا في ما فعلته وقدمته لهذا الشأن. من غير المعقول أن تسمح وسائل الإعلام بأن يرسم البعض أنفسهم من خلالها، وأن تتحول من وسيلة إعلام تمارس التنوير والإخبار والتصحيح إلى مصنعة ومنتجة لبضائع رديئة بمسمى عضو شرف أو إعلامي أو مدرب أو محلل أو خبير دون أن يكون لذلك أي رصيد في الواقع. أعتقد أن الساحة ملئت بما يكفي ولابد من إقفال الباب بإحكام ولتفتش عن من يعمل في هذا المجال فعلاً ويشار له إعلامياً إنه كذلك، ويظهر في كامل الصورة، وهذا لن يتحقق إلا بإرادة موحدة لكافة وسائل الإعلام، أعتقد أن هذا الحد الأدنى من عملية التصحيح التي يقول الجميع إنه يريدها.