د. الغيث.. حتى يمكن الحكم
يقول الدكتور عيسى الغيث عضو مجلس الشورى أن الدولة قدمت الكثير للرياضة ولكن للأسف لم تقدم لنا الرياضة إلا القليل جاء ذلك في معرض أجوبته لأسئلة كثيرة طرحها عليه الزميل سبهان السبهان ونشر اللقاء في الزميلة الرياضي. كذلك أجاب عن سؤال حول عقود اللاعبين التي تتجاوز الـ45 مليون ريال بأنها من باب السفه و صرف الأموال في غير صالح خاص أو عام إنما إسراف وتبذير. ناتج اللقاء الصحفي بمجمله يشير إلى فهم ملتبس لبعض ما يدور في الشأن الرياضي يزيده ارتباكاً إدخال أمور على أخرى تختلف عنها في المنبت الحاضن للأمر وتفتقد إلى التوصيف الدقيق لكل موضوع على حدة. يقول د. الغيث الدولة قدمت الكثير للرياضة وهو كلام مرسل والكثير هو ما يزيد عن الحاجة وهذا ما يقر أو لا يقر به القائمون على المؤسسة الرياضية والمتعاطون معها وليس من يراقبونها عن بعد أما الأسف بأن الرياضة لم تقدم لنا إلا القليل فهذا أيضاً يحتاج إلى معرفة بما كان يجب أن تقدمه الرياضة لنا وتوضيح كيف أنها لم تقدم إلا القليل. أما وصفه لتجاوز عقود بعض اللاعبين الـ45 مليونا بأنه من باب السفه فهو إنما يعني الأشخاص الذين قاموا بالاتفاق وإبرام هذه العقود وتمويلها ودفعها وأظن جازماً أنهم ليسوا كذلك فالسفه جهل ورداءة في الخلق وخفة وطيش أما فعلهم فليس أيضاً كذلك ولعل الإشكال هنا في فهم الحالة وتصورها من الداخل وأقصد معرفة قواعد اللعبة التي تنتهي إلى نتيجة يمكن الحكم عليها من منطق المعرفة والتسليم بهذه القواعد وإلا لوجدنا أن أمورا كثيرة يمكن أن يتم وصفها بغير ما تبدو أو تنتهي إليه أو توصف ويروج لها. د. عيسى الغيث قاض وأستاذ في الفقه وهو عضو في مجلس الشورى وله مشاركات متعددة في وسائل الإعلام ودائماً ما يثري هذه المشاركات بحسن الحضور ولا يتردد في قول ما يراه حقاً ويشهد له الكثيرون أنه صادق النية والتوجه فيما يخوض فيه من قضايا تتعلق بإصلاح المجتمع وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وكانت له مشاركات فيما يتعلق بأمور أفرزتها بعض المنافسات الرياضية أو اصطبغ بها الوسط الرياضي فيما يتعلق ببعض السلوكيات والممارسات فعارض بعضها وقوم البعض الآخر وأكد جواز أخرى وهو بذلك كله حتى فيما لا نوافقه عليه من طرح كسب الكثير من الاحترام والتقدير من العاملين في وسطنا الرياضي الذي لمس منه تواضع العلماء الشرعيين وحرصهم على مشاركة كافة قطاعات وشرائح المجتمع. هنا لابد من الإشارة إلى ما هو أهم من ما قد يتكون كجواب وهو السؤال وما يستخدم في طياته من مفردات وما يحمله من إيحاء لأنه مهم جداً ويترتب عليه الجواب وربما أن أجوبة كثيرة وحتى فتاوى بنيت على ظاهر السؤال ولو استبدل على وجه آخر يحتمل فهماً مغايرا للاقى ما يناسبه. أنتهي إلى أن كل شأن له استحقاقات لا يمكن الحكم عليها إلا بمعرفتها ولا هضمها أو قبولها دون الرضا بالقواعد التي يرتكز عليها وله منها ما يبرر فعلها وهي بالضرورة لا تقبل في شأن غيره وهكذا.