سقوط إعلام وجماعة
الأحداث التي عاشها عالمنا العربي في 2011م كانت في أكثر جوانبها سوءاً هو أن كشفت زيف الاستقلاليه والمصداقية التي كانت تدعيهما الشبكات الاخبارية العربية. لا أحد ينكر الدور الذي لعبته في الاحداث إلى حد تسييرها لها في بعض الاحيان وفرض خيارات سياسية في بعض الدول التي كانت مسرحاً للاضطرابات والاحتجاجات سواء تلك التي انتهت بسقوط انظمتها او التي قد تكون في طريقها إلى ذلك وهو دور وإن كان يعطي دلالة على قوة هذه القنوات التلفزيونية إلا أنها قوة لاعلاقه لها بالعمل التلفزيوني نفسه بقدر ما هو غير ذلك ربما يقع في خانة جداً معيبة على الصعيد المهني ومخزية على الصعيد الاخلاقي. نفاق الجماهير بات هو الهاجس الذي يلح على أعمال هذه القنوات والرغبة في أن تحمل هذه الجماهير لافتات كتب عليها عبارة ثناء لها وتمجيد دورها ذلك اصبح ملحاً ومهماً لكل قناة، فكان السباق بينهم على ذلك مضحكاً لكنه مؤلم حينما تقيسه بما كانت تأمل من هذه القنوات التغطيات للاحداث المتسارعة في عام هو قرن بحسابات ما حدث خلاله كانت ضاغطة على فرق العمل بكوادره وغرف الاخبار والمراسلين والميدانيين واشتعال الاحداث في اكثر من جهة مختلفة تفصلها حدود ومئات الكيلومترات داخل هذه الحدود، كل ذلك لابد أن يحد من جودة وسرعة ما يقدم لكنه كان يجب ألا يسمح لان تقدم التقارير المنحازة ولا الاخبار المغلوطة لصالح اتجاه (ما) ولفرض نهاية معينة وكأنه تم بسيناريو أعدته هذه الشبكات. لست معنياً بالضرورة بما جرى أو نتائجه او خلاف ذلك بقدر ما أنني أقول هنا إنه لا استقلالية ولا حياد تملكها شبكاتنا الاخبارية العربية، وإذا ما كان هناك مما يمكن ان يتسم بالمهنية فيما تقدمه فقد يظهر أكثر في تقنية عرض وتقديم هذه المواد. ليست هناك منطقة وسط بين الاستقلاليه واللا استقلاليه والانحياز والحياد، لكن الأسوأ من ذلك أن تكون بانتقائية وأن من العيب الاعلامي أن تعتمد على الاستديوهات والتقنية أو حتى الانتشار والاداء المحترف للقول بأنها تقدم إعلاماً تلفزيونياً يفرض الاحترام هذا غير صحيح. أعلاه كتبته ونشر هنا في يناير من العام الماضي 2012 م وما يرتكب في حق الاستقلاليه منذ تأريخه حتى يومنا هذا فظيع وكاشف لحالة الاستبداد الاعلامي وظهر بعنت وتحد من طرف قناة الجزيرة في الاحداث التي تشهدها مصر التي يحاول جماعة الاخوان وأعوانهم ومسانديهم في الداخل والخارج لي عنق الحقيقة التي انكشفت ساعة أن أراد المصريون استرداد مصريتهم التي كانت تنسل من بين أيديهم شيئاً فشيئاً حتى نفاق الجماهير الذي كنا نعتقد أنه أهم أدوات الضغط على القنوات لمخالفة مصداقيتها والتنازل عن استقلاليتها، ظهر ما هو أكثر تأثيرا منه في الجزيرة حيث تطابق الايدولوجيات الذي ابقاها مع فصيل كانت تدير معه اللعبة تمسك بأول الخيط وتحرك به كثيرا من دمى الجماعة أوهم يحركونها من خلال نفوذهم المتمرس داخلها فلا فرق. كتبت في رمضان قبل الماضي 2011/8/2م بأن لاشيء يستحق ما دفع من أجله ، إن الثائرين المفترضين سيعتقدون أنهم قادرون على محو الظلم والفساد إلى أن تقف في وجوههم ذات يوم الجموع نفسها مجدداً بغرض صدهم عن طغيانهم وفسادهم وهو ما يجري بين شباب الثورة وجماعة الاخوان ..